الخميس، 1 مايو 2014

كتاب تعلومهم "نظرة في تعليم الدول العشر الأوائل في مجال التعليم عبر تعليمهم الأساسي"

كتاب: تعلومهم " نظرة في تعليم الدول العشر الأوائل في مجال التعليم عبر تعليمهم الأساسي"
المؤلف: عزام الدخيل.
دار النشر: الدار العربية للعلوم ناشرون
الطبعة: الأولى 2014
عدد الصفحات: (383)
إن دراسة أي تجربة تعليمية أو تربوية ما بغية تطبيقها الحرفي أو استنساخها إنما هو ضرب من العبث التنظيري والخطأ الفكري والمنهجي، إنما تدرس التجارب التعليمية والتربوية بهدف تحفيز التساؤل وإثارة الانتباه لتوليد جذوة الانطلاقة الذاتية بما يتواءم مع موروثنا القيمي والحضاري والثقافي ويتناسب معه.. لذا كان هذا الكتاب.
الكتاب تناول التجربة التعليمية في كلٍ من: فنلندا، كوريا الجنوبية، هونج كونج، اليابان، سنغافورة، المملكة المتحدة، هولندا، نيوزيلندا، سويسرا، كندا.
من ملامح التجربة التعليمية في فنلندا:
شهدت فنلندا على مدار العقد المنصرم تطورات هائلة في مجال التربية والتعليم، لا سيما في القراءة والرياضيات والعلوم، إذ تعد فنلندا بلداً نموذجياً في نظامها التعليمي.
إن النشء الفنلندي أفضل القُرّاء بين الطلبة على الاطلاق.
وتعد فنلندا من النماذج الناجحة في نظام التعليم نظراً لنتائجها المميزة في الاختبارات الدولية في مجال التحصيل العلمي، بالإضافة إلى طبيعة المساواة العالية فيها؛ إذ لا توجد اختلافات كبيرة بين مستوى المدارس ومستويات طلابها.
انعكس تطور التعليم في فنلندا على تطورها وتقدمها في المجالات كافة لا سيما الاقتصادية منها. ففنلندا اليوم تحتل المرتبة الثالثة من حيث القدرة التنافسية الاقتصادية على الصعيد العالمي.
من مزايا التعليم في فنلندا: التعليم لمواجهة الحياة، والمساواة، والثقة.
يقول كاري لوهيفيوري مدير مدرسة: "إننا نعمل يومياً على إعداد الأطفال للانخراط في هذه الحياة"، "هذا ما نفعله يومياً: إعداد الأطفال لمواجهة الحياة".
كما ينص أحد المبادئ الرئيسة للتعليم في فنلندا على المساواة في فرص التدريب والتعليم عالي الجودة بغض النظر عن العرق أو العمر أو المستوى المادي أو مكان الإقامة.
ويُعزى جزء كبير من التطور الهائل الذي شهدته فنلندا في مجال التربية والتعليم إلى الثقة التي منحت للأساتذة لإجراء كل ما يلزم في سبيل تحسين حياة الجيل الناشئ.
كما تحرص المدارس في فنلندا على تعليم أطفال المهاجرين لغتهم الأم، تقول وزيرة التعليم الفنلندية: "إننا نؤمن بأهمية تعلم اللغة الأم، لذا نحاول تعليم المهاجرين كلهم لغاتهم الأم".
ويوجد حالياً في فنلندا مدارس تعلم بالعربية والصومالية والروسية والفيتنامية والإستونية، إما كلغة وحيدة للتعلم، او كجزء من مدرسة ثنائية اللغة.
من ملامح التجربة التعليمية في كوريا الجنوبية:
على الرغم من وصول تعداد كوريا الجنوبية السكاني إلى نحو 50 مليون نسمة، يعيشون في مساحة جغرافية صغيرة، وموارد طبيعية متواضعة، وفرص عمل محدودة؛ إلا أنها تتمتع بأداء عالي المستوى لطلابها ضمن التصنيف العالمي.
يُعد نظام التعليم في كوريا الجنوبية من الحضانة حتى نهاية المرحلة الثانوية أحد أفضل النظم التربوية والتعلمية في العالم.
مراحل التعليم في كوريا الجنوبية: ست سنوات في المرحلة الابتدائية، وثلاث في المتوسطة وثلاث في الثانوية.
في المرحلة الابتدائية يضع المعلمون الطلاب في مجموعات صغيرة، ومن ثم يعطون بعض المشاكلات التي يتمكنون من حلها معاً، بدلاً من الاعتماد على تدريس الصف بأكمله.
المرحلة الإعدادية "المتوسطة": يجري فيها فرز الطلاب بحسب قدراتهم العلمية. إلا أن هذا الأجراء يكاد يتلاشى مع الأنظمة الحديثة في التعليم التي أثبتت فشل هذا الأجراء لانعكاساته السلبية على الطلاب.
المرحلة الثانوية: لا يزال التعليم في المرحلة الثانوية في كوريا الجنوبية تقليدياً إلى حد ما، إذ يهتم المعلمون على نحو كبير بتهيئة الطلاب لامتحان القبول الجامعي.
التعليم الخصوصي "الدروس الخصوصية"
يرجع الفضل في نجاح أطفال كوريا الجنوبية غالباً إلى الاستثمار الضخم للآباء في صفوف ما بعد المدرسة وغيرها من أشكال التدريس الخاص أو الإضافي.
وينفق الآباء 25% من دخلهم على تعليم أولادهم.
وقد سعت الحكومة إلى تنفيذ سياسات متعددة لتخفيض ما يجري إنفاقه من تكاليف على التعليم الخاص، عبر تنويع المناهج وتنمية التعليم الذاتي وتنمية مهارات المعلم.
الطلاب في كوريا الجنوبية:
الطلب على التعليم في كوريا الجنوبية أقوى مما هو عليه في البلاد الأخرى. والضغط على الطلاب من أجل الأداء الجيد كبير. كما أن عدد الساعات التي يقضيها الطلاب وهم يدرسون كل يوم وكل أسبوع أطول مما هو عليه في أي دولة أخرى.
ويقال أن الطلاب الذين لا يحققون توقعات آبائهم في الدراسة يعاقبون بشدة في الغالب.
وقد أظهر مسح جرى إجراؤه أن ثلاثة أرباع طلاب المدارس المتوسطة والثانوية يفكرون في الهروب من البيت أو الانتحار بسبب الضغوط التي عليهم لتحقيق مستويات أداء عالية في المدرسة.
من ملامح التجربة التعليمية في هونج كونج:
كانت هونج كونج مستعمرة بريطانية حتى عام 1997م.
وقد اشتهرت في ميدان التعليم بالنتائج التي يحققها طلابها في الاختبارات الدولية. وكان إنجازها رائعاً باعتبار أن هونج كونج أعادت بناء نظامها التعليمي على نحو جوهري ابتداءً من عام 1997م.
أصدرت مؤسسة تطوير المناهج الدراسية في هونج كونج عام 2002 وثيقة إصلاح مهمة عنوانها: "التعلم من أجل التعلم" ويتضمن عنوان الوثيقة رسالتين أساسيتين:
1.      تغيير التركيز من التعليم إلى التعلم.
2.      التشديد على عملية التعلم بدلاً من حفظ الحقائق عن ظهر قلب.
بالرغم من أن هونج كونج لا تقوم بتصنيف المدارس حسب درجاتها إلا أن المدارس تكتسب مصداقيتها عبر نتائج تقويمها العام، التي تتكون من نتائج أداء الطلاب بناء على مجموعة من الاختبارات الوطنية أو المدرسية. حيث يجري نشر هذه النتائج عادة في وسائل الإعلام. كما تنشر وسائل الإعلام إحصائيات تتعلق بأداء المدارس. وتنشر الصحف كل سنة مرات عدة إحصائيات ومعلومات عن عدد المعلمين الذين لم يحققوا شروط المهارة اللغوية.
المعلمون في هونج كونج:
أصبح المعلمون في هونج كونج من الأهمية بمكان حتى غدوا أقرب إلى نجوم الشهرة؛ إذ كثيراً ما تجد لهم صوراً كبيرة في لوحات الإعلانات التي تلوح في الأفق على الطرق السريعة.
ولدى معظم مشاهير معلمي المدينة أشرطة فيديو موسيقية خاصة، وصفحات معجبين على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. ومنتجات تحوي ملفات وملحوظات لاصقة. وأفادت وسائل إعلام محلية في نشراتها الإخبارية أن باستطاعة عدد من المعلمين جني أكثر من 10 مليون دولار.
من التحديات التي تواجه التعليم في هونج كونج:
بالرغم من الإصلاحات الكبيرة والعديدة في نظام التعليم في هونج كونج لكن يبقى التحدي الذي يصاحب هذا النهج هو التباين الكبير بين المدارس في النوعية. إذ إن الأداء الإجمالي بمعايير برنامج تقويم الطالب الدولي هو أداء عالٍ، إلا أن أداء بعض المدارس في هونج كونج متدن.
من ملامح التجربة التعليمية في سنغافورة:
غلب على نظام التعليم في سنغافورة أثناء حقبة الاستعمار درجة عالية من النخبوية والفصل بين الجماعات مختلفة الأعراق والدين؛ فسعى لي كوان إلى استبداله بنظام تعليمي شامل تموله الحكومة، وتنال فيه الموهبة والعمل الجاد الحظوة والمكانة.
إصلاح نظام التعليم في سنغافورة:
من الأسباب التي مكنت سنغافورة من تحقيق النجاح الباهر في بناء منظومة تعليمية من الطراز العالمي انطلاقاً من أساس هش في زمن قصير:
1.      اختار لي كوان العديد من الشخصيات الأكفاء في سنغافورة للعمل في الحكومة، وبذلك توافر بين يديه فريق عمل ناجح من الدرجة الأولى لصنع القرارات وتنفيذها.
2.      حرص لي كوان على إطلاع الحكومة على طيف واسع من التجارب العالمية الرائدة والاستفادة منها قبل الشروع في رسم سياسات حكومته.
3.      حرص لي كوان على أن تولي بلاده درجة مماثلة من الرعاية الخاصة لتطوير السياسات الحكيمة وتنفيذها بدقة وتأنٍ في آنٍ معاً.
التعليم المهني في سنغافورة:
على الرغم من أن سنغافورة باتت تفتخر بكونها صاحبة أحد أقوى الأنظمة المدرسية في العالم عند إجراء المقارنات المتعلقة بالتحصيل الدراسي على المستوى الدولي، فإن هذا لم يحدث على حساب التعليم المهني والتقني، الذي يشكل مجالاً آخر لتفوقها. فقد دعت سنغافورة عدداً من الدول الصناعية الأكثر تقدماً في العالم لتأسيس مدارس متخصصة في التدريب الصناعي للمرحلة الثانوية العليا في ذلك البلد على نفقة حكوماتها الخاصة.
وقد تأسس معهد التعليم التقني من قبل الحكومة السنغافورية في عام 1992م، وكان الهدف منه تغيير التعليم المهني جذرياً. وأن يكون مثالاً عالمياً كيف أن المهارات المهنية والتكنولوجيا يمكن أن تترجم إلى اقتصاد قائم على المعرفة. وأعيدت صياغة وسم التعليم المهني بأنه تعليم "شمروا عن السواعد، أعملوا عقولكم، ولتخفق القلوب"، لمحاربة التصور السائد عند الناس بأن هذه المدارس كانت للمخفقين.

من ملامح التجربة التعليمية في هولندا:
يتميز الهولنديون بصفات خاصة تميزهم عن غيرهم، منها: أنهم اكتشفوا في وقت مبكر أن الإنجازات الهائلة لا يمكن أن تأتي إلا نتيجة العمل الجماعي الوثيق. مما أنتج عقلية جماعية "كلنا في قارب واحد".
والسمة الأخرى هي الإيمان بجدوى الديموقراطية، وترك الأفراد والعائلات يقررون بأنفسهم الأمور التي تتعامل معها الحكومات في الدول الأخرى.
أهداف التعليم في هولندا:
أهداف المرحلة الابتدائية: يجب أن يبدأ أي بحث في مصادر نجاح هولندا في التعليم الابتدائي والثانوي بطريقة التعامل مع الأطفال الصغار. فقد وجد مسح قامت به منظمة اليونيسيف عام 2009 حول رفاه الأطفال في أغنى البلدان أن هولندا حلت المرتبة الأولى في رفاه الأطفال وسعادتهم.
إذ تقدم مستوى عالٍ جداً من الخدمات والدعم المالي للعائلات التي لديها أطفال. ويبدأ ذلك بدفع مبالغ مالية كبيرة لها. كما أن التأمين الصحي المجاني يشمل رعاية الحوامل، وخدمات الولادة المجانية، وتقديم خمس ساعات يومية لمساعدة الأم الجديدة في المنزل. كما تقدم هولندا مساعدات كبيرة للأسر الفقيرة والأقليات. ويجري دمج هذا النظام بسلاسة مع نظام التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة.
كما تتوافر للأطفال الصغار الفرصة والمساحة الكافية للعب والنمو ضمن مرافق رعاية الطفولة وجماعات اللعب.
يتسنى للآباء اختيار طريقة تعليم أطفالهم في هولندا. إذ تقسم المدارس في نظام التعليم الهولندي إلى ثلاثة أنماط رئيسة: المدارس الحكومية، والمدارس المستقلة الكاثوليكية أو البروتستانتية، والمدارس المستقلة ذات التوجه غير الديني.
وزارة التعليم في هولندا:
تُعد وزارة التعليم في هولندا المسؤول عن وضع المنهج الدراسي الوطني، وعن وضع أهداف التحصيل للطلاب فيما يتعلق بهذا المنهج. وتعود للمدارس كيفية القيام بتنفيذ المنهج ومساعدة الطلاب في تحقيق الأهداف المرجوة.
وللتأكد من ان إدارة المدرسة وفريقها التعليمي يتصرفون بصورة مسؤولة، أوجد الهولنديون هيئة للتفتيش مهمتها زيارة المدارس وفق جدول مواعيد منتظم، وإعداد التقارير للوزارة وللعامة حول ما إذا كانت المدارس تنفذ المنهج المقرر وتحقق الأهداف وتصرف الأموال حسب القواعد. ومن الجدير ذكره أنه لا يمكن لهيئة التفتيش ولا للوزارة إغلاق مدرسة ما، لكن يمكنهم إيقاف التمويل عنها، وهذا التهديد كافٍ بحد ذاته لجعل المدارس تهتم بتقارير الهيئة.


هناك 4 تعليقات:

  1. من الجيد..الاطلاع علی تجارب الدول المتميزة والمتقدمه فی مجال التعليم..للاستفادة منها وتطبيق مايمكن بما يناسب الواقع الملموس..بطريقه مدروسه بحكمه..كتاب اكثر من رائع..

    ردحذف
  2. من الجيد..الاطلاع علی تجارب الدول المتميزة والمتقدمه فی مجال التعليم..للاستفادة منها وتطبيق مايمكن بما يناسب الواقع الملموس..بطريقه مدروسه بحكمه..كتاب اكثر من رائع..

    ردحذف
  3. تجارب الدول الاخرى في التعليم يجب الاستفاده منه مع الأخذ في الاعتبار الضوابط الأساسيه لدوله....تحياتي

    ردحذف