الأربعاء، 16 أبريل 2014

كتاب القوة الهادئة "غيّر طريقة تفكيرك يتغير العالم من حولك"

كتاب القوة الهادئة "غيّر طريقة تفكيرك يتغير العالم من حولك"
إعداد: محمد الفريح
دار النشر: العبيكان
الطبعة: الأولى 2014
عدد الصفحات: (324)
الكتاب عبارة عن (320) قصة، ومقالة، مذيلة بتعليق للكاتب، أو حكمة، أو  آية، حديث، خاطرة أو بيت شعر,
ألقى "بيل جيتس" مؤسس مايكروسوفت محاضرة في إحدى المدارس الأمريكية عنوانها "مهارات وأفكار لن تتعلموها في المدارس" جاء فيها:
العالم لا يعنيه احترامك لذاتك، ولا كيف ترى نفسك، فسوف يتوقع منك الجميع أن تنجز شيئاً، وان تؤدي دوراً قبل أن ينتابك شعور بالفخر تجاه نفسك.
لا تظن أن العمل في مطاعم الهمبرجر، وغسل الأطباق وظيفة دون المستوى، فما زال الناس في الدول الفقيرة يتمنون فرصة عمل كهذه.
إذا ما أخطأت، وسقطت، وارتبكت، فاعلم أن الذنب ذنبك، وليس ذنب أهلك، وبدلاً من أن تبكي حظك، وتندبه، تعلّم من أخطائك.
حكمة: معرفة رأي واحد ممن أثروا في هذه الحياة ووجهة نظره يساعد على تغيير طريقة نظرنا إلى كثير من الأمور في حياتنا.
يحكون أن فقيهاً كان يمشي في إحدى الطرقات، وإذا بلص يمد يده، ويخطف عمامته، فما كان من الفقيه، إلا أن أخذ يجري خلفه وهو يقول: وهبتك إياها، قل: قبلت.
لقد شعر بأن الحاجة الملحة هي التي دفعت اللص لارتكاب هذه الجناية، فرق قلبه له، وأحب له أن يمضي بالعمامة على أنها هدية له ليرتاح ضميره.
عبرة: نحن اليوم في حاجة ماسة إلى طريقة تفكير ذلك الفقيه، وإلى رقة قلبه ونبل عواطفه.
كثير من الأخطاء والتجاوزات التي تقع هنا وهناك لا تصدر في الغالب من أشخاص شريرين أو عدوانيين، إنها تصدر من أشخاص يمرون بلحظات ضعف أمام مغريات قوية. وأشخاص أساؤوا الفهم، فساء سلوكهم، وهكذا فإن المعرفة الكاملة صفح كامل.
...

(ترميم النفس)
كثرة عدد السكان مع الجودة فضيلة عند الأمم. لكن الخطأ أن يكثر العدد بلا نفع ولا إنتاج، والإسلام يحث على طلب الذرية الطيبة الصالحة، ولكن إذا تحولت كثرة النسل إلى عبء اجتماعي صار هذا خطأ في التقدير. ونحن في الشرق أكثر الأمم نمواً سكانياً مع ضعف في التربية والتعليم.
لقد هجر كثير منا الكتاب، وأصبح يعيش الأمية، فلا يحفظ آية ولا حديثاً ولا بيتاً شعرياً، ولم يقرأ كتاباً.
ولكنه علّق في مجلس بيته شجرة الأنساب؛ ليثبت لنا أن من أسرة آل مفلس من قبيلة الجهلة. والوحي ينادي: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
لقد أرضينا غرورنا بمدح أنفسنا، حتى سكر القلب بخمر المديح على مذهب جرير: "ألستم خير من ركب المطايا.."
وقفة: علينا ترميم أنفسنا بالإيمان والعمل وتهذيب عقولنا بالعلم والتفكر، وهذا جوهر رسالتنا الربانية الخالدة، وطريق ذلك المسجد والمكتبة والمصنع. والخطوة الأولى مكتبة منزلية على مذهب الخليفة الناصر الأندلسي يوم ألزم الناس بإنشاء مكتبة في كل منزل وقراءة يومية مركزة.
سألت نفسي: لو أن أحدنا كتب هذه العبارة مثلاً: "الله يراك، الله ينظر إليك، الله قريب منك، الله معك، يسمعك ويحصي عليك.."
كتبها في عدة أماكن في البيت، على شاشة الكمبيوتر، على المكتب، فوق التلفاز مباشرة، في السيارة. بل لو أن هذه العبارة لكثرة ما فكر فيها وأعاد النظر فيها، استقرت في عقله الباطن، واحتلت الصدارة في بؤرة شعوره وتردد صداها في عقله وقلبه؛ أحسب أن شيئاً مثل هذا لو نجح أحدنا فيه، سيجد له أثراً بالغاً في حياته، واستقامة سلوكه، وسيغدو مباركاً حيثما كان.
تدبر: قد تبدو لك كثير من الأمور في غاية التفاهة، ولكن عند التعمق فيها تبدو عكس ذلك تماماً.
...
(عبء المسؤولية)
لما تلقى عمر بن عبد العزيز "رضي الله عنه" خبر توليته الخلافة، انصدع قلبه من البكاء، وهو في الصف الأول، فأقامه العلماء على المنبر، وهو يرتجف ويرتعد، فأتى ليتحدث فما استطاع من البكاء. قال لهم: بيعتكم بأعناقكم، لا أريد خلافتكم، فبكى الناس وقالوا: لا نريد إلا أنت، فاندفع يتحدث فذكر الموت، ولقاء الله ومصارع الغابرين، حتى بكى من في المسجد.
عاش عمر رضي الله عنه عيشة الفقراء، كان يأتدم خبز الشعير في الزيت، وربما أفطر في الصباح بحفنة من الزبيب، ويقول لأطفاله: هذا خير من نار جهنم.
وقد ذهب إلى بيت المال يزوره، فشم رائحة طيب، فسد أنفه، قالوا: مالك؟ قال: أخشى أن يسألني الله عز وجل يوم القيامة: لم شممت طيب المسلمين في بيت المال؟
دخل عليه أضياف ليلاً، فأنطفأ السراج في غرفته، فقام يصلحه، فقالوا: يا أمير المؤمنين، اجلس، قال: لا، فأصلح السراج، وعاد إلى مكانه، وقال: قمت، وأنا عمر بن عبد العزيز، وجلست، وأنا عمر بن عبد العزيز.
قالوا لأمرته فاطمة بعد أن توفي: نسألك بالله، أن تصفي عمر؟ قالت: والله ما كان ينام الليل، لقد اقتربت منه ليلة فوجدته ينتفض، كما ينتفض العصفور بلله القطر، قلت: ما بالك يا أمير المؤمنين؟ قال: مالي!
توليت أمر أمة محمد "صلى الله عليه وسلم" وفيهم الضعيف المجهد والفقير المنكوب، والمسكين الجائع، والأرملة، ثم لا أبكي. سوف يسألني الله يوم القيامة عنهم جميعاً، فكيف أجيب؟
خاطرة: أعد لكل مسؤولية تتولاها إجابة.
....
(شخصية مبادرة)
في إحدى أمسيات ديسمبر 1955، جمعت "روزا باركس" ذات البشرة السمراء التي كانت تعمل خياطة حاجاتها، وتجهزت للعودة إلى بيتها. وفي أثناء انتظارها للحافلة كانت تشاهد في ألم منظراً مألوفاً في أمريكا آنذاك، وهو قيام الرجل الأسود من كرسيه ليجلس مكانه رجل أبيض. تلك الممارسات العنصرية كانت تصيب "روزا" بحالة من الحزن والغضب، وعندما وقفت الحافلة، أبرمت روزا في صدرها أمراً، فما أن وجدت مقعداً خالياً، حتى ارتمت عليه، إلى أن جاءت المحطة المقبلة وقد امتلأت المقاعد، فاتجه إليها رجل أبيض بانتظار أن تقوم من كرسيها ليجلس مكانها، لكنها نظرت إليه غير مبالية! ثارت ثائرة الرجل الأبيض، وأخذ الركاب البيض يسبونها ويتوعدونها إن لم تقم من فورها، وتجلس الرجل الأبيض الواقف. لكنها أصرت على موقفها. فما كان من سائق الحافلة إلا أن يتوقف عند أقرب مركز شرطة، وتم التحقيق معها وتغريمها. ومن هنا انطلقت الشرارة في سماء أمريكا، فثارت ثائرة السود في أمريكا وقرروا مقاطعة المواصلات، والمطالبة بحقوقهم. وبعد (381) يوماً خرجت المحكمة بقانون إلغاء ذلك العرف الجائر وكثير من القوانين العنصرية الأخرى.
وفي 27 أكتوبر 2001، وبعد مرور 46 سنة على هذه الحادثة، تم إحياء ذكراها في التاريخ الأمريكي، حيث أعلن ستيف هامب، مدير متحف هري فورد عن شراء الحافلة القديمة المهترئة من موديل الأربعينيات التي وقعت فيها حادثة السيدة "روزا باركس"
وفي أكتوبر 2005 احتشد الآلاف من المشيعين في جنازة "روزا باركس" التي توفيت عن عمر يناهز 92 عاماً.
وقد تم تكريمها بأن رقد جثمانها في أحد مباني الكونجرس، وهو إجراء تكريمي لا يحظى به سوى الرؤساء والوجوه البارزة.
تدبر: كل حدث تاريخي جلل، وكل موقف كبير مشرف، كان وراء شخصية مبادرة تؤمن بقدرتها على قهر ما اصطلح الناس على تسميته (المستحيل)، فكيف يصبح المرء منا شخصية مبادرة؟ كيف يمكن أن نصنع بأيدينا العالم الذي نحيا فيه؟
...
شاب هولندي أسلم على يديه المئات في مدة وجيزة على الرغم من قلة علمه الشرعي، وقرب عهده بالإسلام. سُئل عن سر محبة الناس له، وما الذي سهل مهمته في الدعوة؟ فأجاب: فقط تصرفت بوصفي مسلم.
تدبر: قبل كل شيء كن لطيفاً مع نفسك، ففاقد الشيء لا يعطيه، فاللطفاء مع أنفسهم رصيدهم من الثقة كبير؛ لذا تجدهم أقرب إلى العطاء بعكس الذين يكرهون أنفسهم فهم في سعي دائم للأخذ والاستئثار بكل شيء.
(أدب التغافل)
من المواقف الجلية في أدب التغافل، ما ذكره ابن جريج عن عطاء بن أب رباح، قال: إن الرجل ليحدثني بالحديث، فأنصت إليه، كان لم أسمعه قط، وقد سمعته قبل أن يولد.
وقال ابن الأثير، متحدثاً عن صلاح الدين الأيوبي، بلغني أنه كان جالساً، عند جماعة، فرمى بعض المماليك بعضاً بنعل فأخطأه، ووصل إلى صلاح الدين، فأخطأه ووقع بالقرب منه، فالتفت إلى الجهة الأخرى يكلم جليسه ليتغافل عمّا حدث.
وقال عمرو بن عثمان المكي: المروءة التغافل عن زلل الإخوان.
وعن أبي بكر بن عياش قال: قال كسرى لوزيره: ما الكرم؟ قال: التغافل عن الزلل.
وقال المهاجري: قال أعرابي لرجل: قد استدللت على عيوبك بكثرة ذكرك لعيوب الناس؛ لأن طالبها متهم بقدر ما فيه منها.





هناك تعليقان (2):

  1. برجاء ارسال رابط تحميل الكتاب
    iceprincemido@gmail.com

    ردحذف
  2. رابط القراءة:
    http://www.nooonbooks.com/reader/pdf/index/bookId/47382/hash/509014cdc37207f9ff170ea7cb51942d7d1450907f6e91a8ab92777f65fdcd1a/#page/23/mode/1up

    ردحذف