الجمعة، 13 سبتمبر 2013

كتاب ثم صار المُخُّ عقلاً

ثم صار المخ عقلاً، د. عمرو شريف، نشر: مكتبة الشروق الدولية.
عند شروعي في تجميع مادة الكتاب العلمية كان في داخلي قناعة معينة، عن العلاقة بين المخ والعقل، وإذ بقناعتي أثناء رحلتي مع الكتاب تتغير أكثر من مرة، ولم أكن أدري على أي شاطئ ستحط بي السفينة في نهاية الرحلة. "المؤلف"
مما يلفت الانتباه أن لفظ "العقل" في صيغته الاسمية لم يرد في القرآن مطلقاً، لكن وردت مشتقاته في صيِغه الفعلية مثل عقلوا ويعقلون ونعقل ويعقل.. قرابة ٥٠مرة، أما الألفاظ التي تدل على النشاط العقلي بصفة عامة، مثل التفكير والتدبر والعلم والنظر والتفكر والتبصر، فقد وردت مئات المرات.. وربما يرجع عزوف القرآن عن استخدام الصيغ الاسمية إلى اهتمامه بالأفعال ونتائجها أكثر من اهتمامه بالتفاصيل النظرية.
يمارس الإنسان العديد من النشاطات الحركية والحسية والنفسية والعقلية بدقة متناهية، وبتلقائية شديدة، حتى أصبحنا نعتبر أن هذه النشاطات من البديهيات، ومن ثم فقدنا القدرة على تصور مدى التعقيد المذهل في الآليات المخية والعقلية وراء هذه
النشاطات، وبالتالي لم نعد نُنزل المخ/ العقل المنزلة التي يستحقها..
ومن أجل أن تعود لنظرتنا للمخ/ العقل نضارتها، مما يزيد من فهمنا واستمتاعنا في رحلتنا مع الكتاب، دعنا نقف مع بعض
عجائب المخ/العقل: إن قطعة من نسيج المخ تبلغ حجم حبة الرمل، تحوي قرابة مائة ألف خلية عصبية، وملايين الألياف العصبية ومع إن كتلة المخ تبلغ أقل من ٢٪ من كتلة الجسم، فإنه يستأثر بحوالي٢٠٪ من كمية الأوكسجين المستخدمة في الجسم، مما يعكس مقدار نشاطه. ثم هل تعلم أن تلفاً ما بالمخ يمكن أن يجعل إنساناً محتفظاً بكامل قدراته الإدراكية والعقلية، يتنكر لوالديه ويعتقد أنهما محتالان يتقمصان شخصيتهما، ويتنكر لنفسه أيضاً ويعتقد أنه قد مات، بل ويشم رائحة جسده الذي تعفن!
(المخ البشري، بنيته، وظائفه، آلياته) يتمتع المخ هذا العضو الهلامي بحماية بالغة، تقدمها ثلاثة أغلفة تحيط به، كما
يطفو فوق سائل يمتص عنه الصدمات، ثم يُحفظ في صندوق عظمي قوي.
ثبت للعلماء أن المخ تكوين ديناميكي يُعدل من تركيبه خلال سويعات، كاستجابة للتغيرات داخل الجسم وخارجه، وتصل هذه
الاستجابة إلى درجة تكوين خلايا عصبية جديدة وهو أمر كان يُعتقد باستحالته فيما مضى! وتعرف بظاهرة المرونة العصبية
فمثلاً يؤدي فقد الإبصار إلى زيادة شديدة في حساسية أطراف الأصابع، مما يمكن هؤلاء المرضى من القراءة بطريقة برايل.
يرى إيرك كاندل: أن لكل إنسان عقله الذي لا يُشابهه عقل آخر، وذلك بسبب غزارة وتنوع التواصل بين تريليونات الوصلات المخية.
كما يرى " كاندل": أننا لا نعيد نفس الفكرة أو نفس الشعور في حياتنا مرة أخرى، إذ إن بعد كل فكرة وكل إحساس تتبدل بنية المخ.
أثبت العلم أن هناك نظامين مختلفين تماماً للمعرفة والإدراك، يتفاعلان فيما بينهما لبناء حياتنا العقلية.
النظام الأول: "العقل المنطقي" وهو مسؤول عن فهم ما ندركه تمام الإدراك وما هو واضح وضوحاً كاملاً في وعينا، وكذلك إدراك ما يحتاج التفكير فيه منا إلى عمق وتأمل.
النظام الثاني: "العقل الانفعالي العاطفي" وهو نظام قوي ومندفع، يتعامل مع مشاعرنا ومع أمور مبهمة وغامضة في فكرنا، بل ويتعامل مع مشاعر وأمور لا ندركها على المستوى الواعي على الإطلاق.
هناك توازن دقيق بين العقل المنطقي، والعقل الانفعالي، فالعقل الانفعالي يُغذي ويزود عمليات العقل المنطقي بالمشاعر والانفعالات، بينما يعمل العقل المنطقي على تنقية مدخلات العقل الانفعالي بإخضاعها للمنطق فيقبلها.
في حياتنا اليومية يستقبل المخ فيضاً من المدخلات التي يقوم بتصفيتها وترتيبها ووضعها في "منظومته الاعتقادية" التي شكلها الإنسان خلال حياته، وفي كل مرة ترد معلومة جديدة يتم تسييفها في موضع يتفق مع نظرتنا للوجود ويقوم بذلك الفص الأيسر.
لكن إذا استقبل المخ معلومات جديدة لا تنسجم مع منظومته الاعتقادية، فكيف يسلك؟ أحد البدائل أن يمزق أوراقه القديمة ويبدأ في عمل تصور آخر يستوعب المعلومات الجديدة. المشكلة أننا إذا فعلنا ذلك مع كل جديد لا ينسجم مع منظومتنا فستكون أفكارنا وسلوكياتنا مشوشتين غير مستقرتين، ماذا يفعل نصف دماغنا الأيسر تجاه ذلك الموقف؟ إما أنه سيهمل المعلومة تماماً أو أنه سيلويها ويُحرّفها لتتلاءم مع منظومته.
ظهر حديثاً باستخدام تقنيات تصوير المخ أن رؤية حركة ما تُنشط في مخ الرائي المراكز العصبية المسؤولة عن القيام بهذه
الحركة، فعلى سبيل المثال، فإن رؤية إنسان يمارس لعبة تنس الطاولة مثلاً، ليست مجرد رؤية وفقط، لكنها تُنشّط العصبونات
المسؤولة عن ممارسة اللعبة، ومن ثم يكتسب الإنسان قدراً من المهارة دون ممارسة اللعبة، فإذا شرع في ممارستها، أداها كأن له بها خبرة عملية سابقة.
كذلك يفسر مفهوم عصبونات المحاكاة ما نستشعره من تعاطف عند رؤية شخص في محنة، فإذا كانت محنته تنشط بعضاً من المراكز في مخه، فإنها تنشط أيضاً نفس المراكز في مخ من يشاهده.
إن التأمل في مفهوم عصبونات المحاكاة، يطرح على بال المرء خاطراً مثيراً، إن هذه الخلايا العصبية تجعل البشر جميعاً
كأنهم شخص واحد؛ يتعلمون "فعلياً" من بعضهم البعض، ويجعل ما اكتسبه الفرد من خبرة كأنه خبرة "حقيقية" للآخرين، كما يجعلنا نستشعر "فعلياً" ما يشعر به الآخرون من سعادة أو معاناة.
في السنوات الأخيرة تطرق اهتمام علماء النفس إلى أنواع من الذكاء لا تعتمد على القدرات العقلية للتحصيل الدراسي أهمها: نظرية الذكاء المتعدد: تقوم هذه النظرية على ركيزتين رئيسيتين: الأولى تؤكد أنه لا يوجد نوع واحد من الذكاء الإنساني
بل توجد عدة أنواع، يشغل كلٍ منها مركزاً مستقلاً في المخ. أما الركيزة الثانية: فهي أن أنواع الذكاء تتفاعل فيما بينها للقيام بمهام الحياة المختلفة، فالتفاوض بين بائع ومشتر على سعر منزل مثلا، يتطلب تعاوناً بين الذكاء اللغوي والذكاء المنطقي الرياضي وذكاء العلاقة مع الآخرين.
منذ أكثر من ١٢٥ عاماً لاحظ العلماء علاقة الذكاء بالفص الجبهي بالمخ، وقد زاد الاهتمام بالعلاقة الوظيفية بين المخ والذكاء بعد اختراع جهاز رسم المخ الكهربائي، وبعد استخدام التصوير بتقنية الانبعاث البوزيتروني لدراسة الذكاء، وجد الباحثون أن الأشخاص الأكثر ذكاء يبذلون مجهودا عقليا أقل عند أداء اختبار عقلي، بينما احتاج الأقل ذكاء إلى بذل مجهود عقلي أكبر، كما ثبت أن التدريب على أداء الاختبار يؤدي إلى انخفاض نشاط أجزاء المخ المُشاركة في الأداء، مما يعني أن التعلم يوفر الكثير من الطاقة والجهد المبذولين.
في عام ٢٠٠٤، وضع المتخصصون تقسيماً جديدا للذاكرة، فقسموها إلى نوعين: أ. الذاكرة التقريرية ب. الذاكرة غير التقريرية
والذاكرة التقريرية هي التي تساعد الإنسان في القيام بالأمور التي يفعلها بتلقائية، ولا يتعمد التفكير فيها كحك الجلد ووضع ساق على الأخرى..
ثم قسم المتخصصون الذاكرة التقريرية إلى ذاكرة الأحداث، وذاكرة الألفاظ.
تقابل ذاكرة الأحداث دفتر مذكراتنا اليومية، ففيها نسجل الأحداث اليومية المتغيرة (الذكريات).
أما ذاكرة الألفاظ، فتُشبه القاموس ودوائر المعارف، ففيها نُسجل الثوابت والحقائق المحيطة بنا (المعلومات).
لما كانت ذاكرة الأحداث مرتبطة بتتابع الأحداث عبر الزمن، فإنها تمثل جزءا من ملكة هامة وهي "الانتقال العقلي عبر الزمن"
التي تعني القدرة العقلية على استرجاع أحداث مضت، وكذلك تصور ما يمكن أن يحدث في المستقبل، وقد ثبت أنها صفة إنسانية لا تتمتع بها الحيوانات.
أهم مراكز المخ البشري وأكبرها مراكز اللغة؛ تفكيراً ونطقاً وسمعاً وفهماً وتمثل اللغة فارقا جوهريا بين الإنسان وباقي الكائنات الأخرى.
وينبغي أن نميز بين مفهوم التواصل بصفة عامة وبين اللغة بصفة خاصة، إن التواصل ببساطة هو نقل المعلومات عن طريق الكلام أو الكتابة أو الإشارات أو السلوك، ولا شك أن الحيوانات تستطيع التواصل مع أفراد جنسها بوسائل مختلفة، كالروائح وغيرها أما اللغة، فهي مهارة، أو فعل أو القدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر والمدركات، وكذلك التواصل مع الآخرين نطقاً وكتابة.

كيف يُمارس المُخ التعقل؟ يقول روبن دنبر: الإنسان هو الكائن الوحيد القادر على انتزاع نفسه من الواقع، وطرح التساؤل كيف كان الحال يبدو لو كان الأمر على غير ما هو عليه الآن؟ إنه لأمر هائل، أن يكون للإنسان حياة عقلية داخلية خيالية، إن هذا الخيال يقف وراء العلم والأدب والفلسفة والدين. فالعلم يقوم على التساؤل؛ لماذا صار العالم على ما هو عليه الآن.
كيف نُدرك العالم من حولنا؟ توجد في قشرتنا المخية الحديثة عدة مناطق للتربيط، تقوم بإثراء فهمنا للعالم من حولنا، وذلك عن طريق التعرف على محتوياته، وتوجيه استجاباتنا الانفعالية والمعرفية والسلوكية تجاهه، وأهم هذه المناطق الأربعة منطقة تربيط التشكيل، منطقة تربيط الانتباه، منطقة تربيط المفاهيم اللفظية، منطقة تربيط الأبصار.
إن مناطق التربيط أهم همزات الوصل بين المخ والعقل، فبالإضافة لدورها في إدراك الوجود، فإنها (مع مشاركة أجزاء أخرى من القشرة المخية) تعيننا على فهمه، وذلك من خلال قيامها بمهام نطلق عليها "آليات المعرفة - الفهم".
الآليات المعرفية هي التي تمكننا من أن نفكر ونستشعر ونُخبر العالم من حولنا بالطريقة التي تناسب العقل البشري وتميزه إن هذه الآليات تشكل كل أفكارنا ومشاعرنا، وهي في نفس الوقت ليست بالأفكار ولا المشاعر، إنها "المبادئ المنظمة لأداء المخ" إنها قدرتنا الفطرية الغريزية التي تعمل في تجانس من أجل أن نصبح الكائن المفكر الواعي المستشعر، الذي يفهم ويحلل.
ومن هذه الآليات: آلية التجميع: وهي التي تمكننا من رؤية عدة مكونات منفصلة ككل واحد، فنحن نرى الأوراق والفروع والجذع واللحاء كشجرة واحدة. آلية الترميز: وتعتبر القدرة على الترميز من أهم سمات العقل الإنساني، فالعقل البشري
يستطيع أن يحول قصداً أو عفواً أي تجربة حسية واقعية أو تخيلية إلى رموز نحتفظ بها لأنفسنا أو ننقلها للآخرين، من خلال اللغة أو الموسيقى أو الرسم أو رموز الكمبيوتر أو غيرها.
إذاً إن عملية التعقل تتم على مرحلتين؛ الأولى، مرحلة الإدراك (الانتباه) والمسؤول عنها في المقام الأول مناطق التربيط المختلفة بالقشرة المخية، والمرحلة الثانية، هي مرحلة الفهم، وهي سمة مميزة للإنسان، وقد تقف هذه المرحلة وراء ما يميز الحضارة الإنسانية من إبداع وابتكار.
(معضلة الوعي)؛ المعضلة الكبرى التي تواجه العلماء والفلاسفة، هي كيف ننتقل من نظام كهروكيميائي كالذي يمارسه المخ، إلى استشعارنا الذهني غير المادي؟ كيف يترجم الدماغ موجات ذات أطوال معينة تسقط على شبكية العين إلى الوعي بها؟
لا شك أن ظاهرة العقل والذات الإنسانية تجد الإجابة عنها في سلاسة ويسر في الديانات، وتتمثل في كلمة واحدة وهي "الروح".
لكن هل تتفق الفلسفة والعلم مع الدين في وجود مثل هذا الجوهر غير المادي للإنسان؟
يخبرنا الفيلسوف دافيد شالمرز أنه قد تصدى لهذه القضية اتجاهان رئيسيان: الاتجاه المادي الفيزيائي الذي يعتبر أن الوعي ظاهرة مادية من نتاج المخ، وأن كهرباء وكيمياء المخ يمكن أن يفسرا لنا عمليات التعقل، وما يمارسه الإنسان من وعي ومشاعر وأفكار مجردة، ومن ثم فليس هناك شيء آخر خارج المخ. أما الاتجاه المادي: فيرى أن عمليات التعقل غير فيزيائية غير مادية وإن كانت على اتصال بالظواهر الفيزيائية، ويرى هذا الاتجاه أن هناك عقلاً مسؤولاً عن هذه الظواهر يختلف تمام الاختلاف عن المخ، وأنهما ينتميان إلى عالمين مختلفين، المخ ينتمي إلى عالم المادة، بينما ينتمي العقل إلى عالم غير مادي لا ندركه.
(عالم العباقرة)؛ إن العبقرية ليست كما يعتقد معظمنا مجرد زيادة كبيرة في معدل الذكاء، فمعظم العباقرة بالرغم من تميزهم الفائق في أحد المجالات، كانوا عاديين تماماً في المجالات الأخرى، أي يمكن مقارنتهم بالمعتوهين الموهوبين!
إذا كان الذكاء محصلة لمجموعة من القدرات العقلية، وكانت هذه القدرات تحت تحكم الجينات، فقد يحدث - من حين لآخر - اندماج لبعض الجينات، فنحصل على نتائج مبهرة. فقد تتحد مثلاً القدرات البصرية مع المهارات الرقمية فنحصل على نتائج متفاوتة، قد يصل بعضها إلى درجة العبقرية! لقد كان اينشتاين يقول أنه يُبصر معادلاته.
لكن هذا التفسير لا يجيب عن تساؤلين هامين: لماذا تكون الملكات المتفردة أكثر شيوعاً في المعتوهين؟ فهي توجد في ١٠٪ من المتوحدين مقابل ١-٢٪ في باقي المجتمع. كذلك فإن حدوث مثل هذا الاندماج يحتاج لدقة متناهية ليؤدي إلى هذه النتائج المبهرة، فهل يتم ذلك عشوائياً، أم بتوجيه إلهي؟
لقد ظل الفلاسفة طوال قرون يعتبرون أن هناك هوة بين المخ والعقل، لا يمكن عبورها، لكن هل هذا صحيح؟ نعم الهوة لم يمكن عبورها بعد، ولكن هل لن يمكن عبورها؟ يجيب راماشانران على هذا التساؤل قائلاً: إن الفجوة بين المخ والعقل (بين المادي واللامادي) فجوة ظاهرية سببها اللغة والترجمة! فنحن نتعامل مع لغتين مختلفتين عن بعضهما تمام الاختلاف، اللغة الأولى التي نترجمها هي لغة النبضات العصبية التي تُمكننا من الرؤية والسمع و... وهي عبارة عن موجات، واللغة الثانية التي نترجم إليها، هي لغة الكلمات التي ننقل بها ما نحسه للآخرين، وهي أيضاً موجات!
كيف يعتقد المخ أن شيئاً ما حقيقي؟! (العلم المادي والوجود الغيبي) يحدد العلم نوعين من الوجود الحقيقي؛ الوجود المادي الموضوعي الخارجي وهو العالم المحيط، والوجود العقلي الذاتي الداخلي؛ وهو الهيئة التي يدرك عليها الإنسان الوجود الخارجي، فالكرسي الذي أمامك مثلاً له وجود خارجي، وله وجود في عقلك عندما تراه وتتحسسه وتجلس عليه وتفكر فيه، ولا شك في أن هذين الوجودين حقيقيات وأن معظمنا يستطيع تقبل وجودهما في وقت واحد، ولا شك أنهما مختلفين عن بعضهما أيضاً، لكن أيهما الأصل الذي يتوقف عليه الآخر، أي أيهما هو الحقيقة القصوى (حقيقة الحقيقة)، ومن ثم يكون الآخر هو التابع؟
بعد سنوات من البحث توصل آندرونيوبرج وإيوجين في مركز الدراسات الروحية والعقلية بجامعة بنسلفانيا إلى أن المخ البشري مزود بآلية عصبية تمكنه من التسامي، وقادرة على محو الشعور بالذات وبأي وعي بالعالم المادي الخارجي، بل ومؤهل للتسامي واستشعار "وجود غيبي متوحد مطلق" يستوي على عرشه إله واحد.
لقد توصل الباحثان لهذه الفرضية في البداية من مناظرة الأشخاص المتدينين، ثم صارت الفرضية يقيناً حين استطاعا رصد هذه
الآلية العصبية وتسجيل مراكزها في المخ تصويرياً باستخدام آلة تصوير spect.
المخ كالعضلات يزداد قوة بالتدريب.
أثبتت الدراسات الطبية والعصبية والنفسية والاجتماعية المهتمة بتأثير التدريبات العقلية على أداء المخ:
١- أن الممارسات الدينية والروحية، ولو بقدر بسيط، تحسن من الصحة ومتوسط العمر، ما لم يصحبها التركيز على صورة الإله ذي البطش..
 ٢- أن الممارسات الدينية والروحية الأطول، مع التأمل العميق تحسن بشكل دائم الوظائف العصبية لمناطق عديدة من المخ، ويصحب ذلك تقليل التوتر والاكتئاب ويخسن تعاطفنا وعلاقاتنا مع الآخرين، ويحسن القدرات العقلية والنفسية.
إن التبسم وإن كان مفتعلاً يكسب الإنسان نظرة متفائلة للحياة، ويحسن من حالته المزاجية ويجعل الآخرين يتعاملون معه بود..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق