الخميس، 2 يناير 2014

كتاب قصة الإمام محمد بن عبد الوهاب









قصة الإمام محمد بن عبدالوهاب، د. راغب السرجاني، مؤسسة اقرأ للنشر
الطبعة الأولى ٢٠١١

ينقسم الكتاب إلى ست فصول:
١- التجديد في زمن الضعف ٢- قصة الإمام من الميلاد إلى الوفاة
٣- الإمام الإنسان ٤- الإنتاج الفكري للإمام
٥- مرتكزات الدعوة وآثارها ٦-  الإمام في ميزان العلماء

"التجديد في حياة الأمة"
التجديد في حياة أمتنا أمر حيوي؛ لأنه يعيد للإسلام أصالته وحيويته، فيعيش من جديد في قلوب الناس وعقولهم، ولهذا التجديد مقومات وركائز يقوم عليها، فالركيزة الأولى: الجمع بين خاصتي الثبات والمرونة. فالثابت هو الإسلام والمرونة تكمن في الشريعة الخصبة الثرية، الصالحة للنماء والتجديد.
والأحكام الاي يمكن أن تتغير بتغير الزمان والمكان: هي تلك الأحكام التي ربطها الشارع بعللها وأسبابها؛ فحين تتغير العلة أو السبب، فيعني ذلك أن الواقعة قد تغيرت، فيتغير حكمها تبعاً لذلك.
الركيزة الثانية: رعاية الضرورات والأعذار والظروف الاستثنائية.
الثالثة: مراعاة الشريعة لمصالح العباد.
الرابعة: مراعاة الشريعة لأعراف الناس وعاداتهم.
وللمجدد صفات وشروط يجب أن تتوافر فيه حتى نطلق عليه مجدداً؛ منها: أن يكون معروفاً بصفاء العقيدة وسلامة المنهج.
وأن يكون عالماً مجتهداً؛ وكذلك أن يشمل تجديده ميداني الفكر والسلوك في المجتمع.

"حال الأمة الإسلامية قبل الإمام"
بلغ العالم الإسلامي مكانة سيئة من الانحطاط الفكري؛ فقد كانت أبواب الاجتهاد والفكر قد أغلقت منذ زمن، واتصفت الحالة العلمية بالركود والتخلف،
وقد بلغ هذا الانحطاط مبلغاً جعل غير المسلمين من المستشرقين والرحالة وغيرهم يسطرون اندهاشهم منه أكثر من اندهاش المسلمين أنفسهم.
يصف الكاتب الأمريكي لوثروب ستودارد تلك الحقبة بقوله: أما الدين فقد غشيته غاشية سوداء؛ فألبست الوحدانية التي علّمها صاحب الرسالة ستراً من الخرافات وقشوراً من الصوفية، وخلت المساجد من أرباب الصلوات، وكثر عدد الأدعياء الجهلاء...إلى أن قال وعلى الجملة فقد بدل المسلمون غير المسلمين، وهبطوا مهبطا بعيد القرار، فلو عاد صاحب الرسالة إلى الأرض في ذلك العصر، ورأى ما كان يدهي الإسلام لغضب وأطلق اللعنة على من يستحقها من المسلمين كما يُلعن المرتدون وعبدة الأوثان.
وخلاصة القول: إن الإسلام كان متجهاً إلى الإنحطاط.

لم تكن الجزيرة العربية بما فيها بلاد نجد في حالة مستقرة دينياً وسياسياً؛ إذ تأثرت بما حولها من البلدان الإسلامية الأخرى.
فبلاد نجد قبل ظهور الإمام كانت بعيدة عن النبع الصافي للكتاب والسنة الصحيحة، منغمسة في الملذات.
ففي منطقة الجبيلة وما حولها كان الناس يقصدون قبر زيد بن الخطاب فيدعونه لتفريج الكرب وقضاء الحاجات..
وفي مدينة الدرعية زعموا أن هناك غاراً كبيراً خلقه الله تعالى لامرأة تسمى بنت الأمير، "أراد بعض الفسق
 أن يظلمها، فصاحت ودعت الله؛ فانفلق لها الغار بإذن الله، فأجارها من ذلك السوء، فكانوا يرسلون إلى ذلك الغار اللحم والخبز، ويبعثون بصنوف الهدايا"
كما كانوا يعتقدون بصدق الأولياء المزعومين والدجالين والمشعوذين.

للتوضيح: لا يمكن الجزم بأن كل من كان في بلاد نجد وما حولها على هذا الاعوجاج والسفه؛ فقد ظهر كثير من العلماء والعباد والنساك والصالحين في هذه المناطق؛ ولكن الذي نقصده أن الميسم العام لهذه البلاد وغيرها في أقطار العالم الإسلامي في تلك الحقبة من القرن ال١٢

وفي الأماكن المقدسة، فقد وصل الأمر في المدينة المنورة إلى انتهاك حرمة قبر النبي صلى الله عليه وسلم "كتعفير الخدود، والانحناء والسجود، واتخاذ قبره عيداً"
وفي جدة، كان الأمر أعظم بلاء؛ فقد بنى الجهلاء قبراً طوله ستون ذراعاً عليه قبة، وقد زعموا أنه قبر حواء. فيجبي عنده السدنة من الأموال كل سنة ما لا يكاد يخطر على بال.
وفي الطائف عند قبر ابن عباس رضي الله عنهما يقف المكروب والخائف متضرعاً مستغيثاً، كما كان الباعة في الأسواق يقرنون بينه وبين الله تعالى في ندائهم قائلين: "اليوم على الله وعليك يا ابن عباس".
ووسط هذه الظروف والأحوال المضطربة ظهر الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب صادحاً بالحق، داعياً إلى الله تعالى، يقود الجزيرة العربية إلى ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم مرة أخرى بعدما اندرست معالم الدين..

ميلاد ونشأة الإمام:
الإمام محمد بن عبدالوهاب جده، سليمان بن علي بن مشرف من أشهر العلماء في عصره ومصره، وله كتاب مشهور في المناسك.
ووالده عالماً فقيهاً على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وكان من علماء نجد المشهورين، وقضاتها المعروفين.
تعلّم محمد بن عبدالوهاب القرآن وحفظه قبل بلوغ العاشرة، وكان يتمتع بالذكاء وسرعة الحفظ.
كان والده يتعجب من فهمه ويقول: لقد استفدت من ولدي محمد فوائد من الأحكام.
ولم يكن محمداً في طفولته كأقرانه ممن يحبون اللعب والمرح، بل كان يقضي معظم وقته في الاطلاع على الكتب وخاصة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وأحمد بن حنبل، التي كان لها الأثر الكبير في تكوين شخصيته العلمية الصحيحة.
اتجه محمد بن عبدالوهاب إلى المدينة المنورة طلباً للعلم وقد كانت وقتئذ مليئة بالعلماء.
ومن المواقف التي أثرت في الإمام وكانت سبباً لمقاومته لكل مظاهر الشرك والبدع في الجزيرة العربية، ذلك الموقف الذي شاهده عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الحجرة النبوية، إذ رأى أناساً يدعون ويستغيثون بقبر النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي البصرة بدأت مرحلة جديدة في حياة الشيخ رحمه الله، إنها مرحلة الجهر بما يؤمن ويعتقد؛ فلقد رأى في البصرة أموراً أطم وأعظم مما رآه سابقاً في المدينة، فقرر من توه أن يحدث الناس عن خطورة البدع والخرافات، لكن ذلك لم يجدِ مع أقوام تربوا وأشربوا في قلوبهم البدع والضلالات؛ ومن ثم قوبل الإمام بالتكذيب والوعيد، بل وتعرض للضرب والسب..
بدأ محمد بن عبدالوهاب بدعوة عشيرته الأقربين، ثم دعوة قومه، فأجلى لهم حقيقة التوحيد الخالص لله تعالى، واستمر ينشر دعوته بين الناس بالحكمة والموعظة متخذاً كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
بدأ الشيخ في أخذ مجموعة من الإجراءات العملية المهمة في سبيل نشر الدعوة؛ إذ قطع الأشجار التي عظمها الناس، وهدم قبة زيد بن الخطاب رضي الله عنه.
توجه الشيخ إلى الدرعية وكانت تحت حكم الأمير محمد بن سعود، الذي اقتنع بصدق دعوة الإمام وبشره بالنصرة والجهاد لمن خالف التوحيد.
ولقد فتح الله على الدرعية بسبب احتضانها للدعوة؛ فقد أحدث وجود الشيخ انقلاباً جذرياً في حياة سكانها ومعتقداتهم؛ فأصبحت هذه البلدة المركز الرئيس للدعوة، ونشط التعليم، حيث كان الشيخ يلزم كل فرد من أنصاره بتعلم القراءة والكتابة مهما كانت سنه، أو علت منزلته.

درس الإمام محمد بن عبدالوهاب القرآن والحديث، والمذاهب الأربعة من مذاهب أهل السنة، كما درس مذاهب غيرهم كالشيعة، ولم يفته علم الكلام؛ فقد درسه واتخذ معه سبيل السلف الصالح؛ فاستنكر مصطلحات علماء الكلام وأسلوبهم في النفي والإثبات، واستنكر طريقة الكلاميين في الجدل والمنطق؛ لأنها مزلقة ومضلة.
ولقد لفت الشيخ نظر المسلمين إلى طلب الدليل على ما يعرض لهم من مسائل وقضايا، والبحث عن صحة الدليل، والتنقيب عن قوته، وهذه مأثرة علمية عظيمة تميز بها عمن سواه.
ومع غزارة العلم، وإلحاح في الطلب والسعي من أجله، فإن الشيخ لم يكن صاحب ترف فكري، أو علم دون عمل
فواقع حياة الرجل وأخباره وما حققته دعوته تؤكد أنه كان من العلماء العاملين، بل كان يحض أنصاره على ضرورة تحليهم بالعلم والعمل.
لقد افترى الكثيرون على علم الإمام وعقيدته، فأوردوا شُبهاً خطيرة تُحرف الحقيقة، وتدعي الباطل؛ ومن ثم دفع هذا الأمر الإمام إلى بيان عقيدته التي يدين بها، والتي نستشفها من رسائله الكثيرة..
كان اجتهاد محمد بن عبدالوهاب قائماً في أساسه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وفهم سلف الأمة من الصحابة والتابعين والعلماء العاملين، وقد رأى الشيخ رحمه الله أن باب الاجتهاد مفتوح على الدوام لمن صلح لهذا الشأن.
وكما كان الشيخ محباً وناصراً للإمام أحمد بن حنبل، فإنه كان مشغوفاً بمتابعة الإمامين ابن تيمية وابن القيم - رحمهما الله، لكنه لم يقلدهما في كل مسائلهما، وهو ما اعترف به.
ومن الأبواب الفقهية التي تجلى فيها اجتهاد الشيخ ومراعاته لمقاصد الشريعة الغراء ومراميها، باب التيمم.
كما طالب كل مجتهد بأن يعود إلى سيرة السلف الأولى؛ من حيث البحث عن الدليل قبل شخص المستدل به
ومن ثم فقد أعلن حرباً شعواء على التقليد والمقلدين، الذين يخوضون فيما لا يعلمون، ويقولون بما لا يفقهون.
أثر عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب لينه في خطابه مع المخالفين، وشفقته في مناصحة الجاهلين.
ودائماً ما تقبل الشيخ اللوم والعتاب، بل والهجوم على شخصه ودعوته بنفس راضية وادعة؛ فلا يرد الإساءة بمثلها، بل يرد الإساءة بإحسان؛ وقد حوت مكاتباته ومراسلاته من هذا الأمر الكثير.
كاتب الشيخ "عندما استقر في الدرعية" بدعوته أهل البلدان ورؤساءهم ومدعي العلم فيهم، فمنهم من قبِل الحق واتبعه، ومنهم من اتخذه سخرياً واستهزءوا به، ونسبوه إلى الجهل تارة، وإلى السحر تارة أخرى، ورموه بأشياء هو برئ منها جميعاً، وبقي يدعو ربه بالحجة الواضحة والموعظة الحسنة.
فلم يبادر أحداً بالتكفير، ولم يبدأ أحداً بالعدوان، بل توقف عن كل ذلك ورعاً منه وأملا في أن يهدي الله الضالين.

أول مؤلفاته كتابه: "التوحيد الذي هو حق الله على العبيد"، ويظهر فيه جلياً ما تمتع به الشيخ من علم راسخ في أمور العقيدة، وقد كان لعلمه بهذه أثره الواضح في شخصيته وأخلاقه ومعاملاته، وما تمتع به من جرأة قوية في الحق.
ومما يدل على ذلك ما أرسله لأحد كبار شيوخ القبائل، قائلاً له: "إن كنت تظن في خاطرك أنا نبغي أن نداهنك في دين الله، ولو كنت أجلّ عندنا مما كنت فأنت مخالف"
ولذلك ما كان رحمه الله يخشى في الله لومة لائم؛ إذ يقول الحق، مهما كلفه ذلك من ثمن.
علم أن بعض من ينهون عن المنكر من أهل الحوطة من بلدان سدير، يغلظون العقوبة، فأرسل إليهم ناصحاً
"... أن بعض أهل الدين ينكر منكراً، وهو مصيب، لكن يخطئ في تغليظ الأمر إلى شيء يوقع الفرقة بين الإخوان..
وذكر العلماء أن إنكار المنكر إذا صار، يحصل بسببه افتراق، لم يجز إنكاره!
استطاع الشيخ امتلاك قلوب الأنصار عبر تفعيل المشاركة الشعبية في الدعوة، فكون لجاناً من المحتسبين والقضاة، وأرسلهم إلى البلدان والقرى البعيدة في الصحراء، وكانت أهداف هذه المشاركة الشعبية قائمة على ثلاث مرتكزات:
١- إنكار الشرك، والدعوة إلى التوحيد الخالص قولاً وعملاً.
٢- حث الناس على إنكار البدع والخرافات.
٣- المشاركة الفعالة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإلزام الناس بالحق.
الاحتساب كان الهدف الرئيس من الدعوة؛ إذ كان المنكر والشرك من الأمور المنتشرة بين الناس في الجزيرة العربية، ولكن الإمام قد ربى جيلاً من المحتسبين الذين كانوا على درجة عالية من العلم الشرعي، والمعرفة الواقعية بأمراض الأمة وأدوائها.
وقد وضع الإمام لهؤلاء المحتسبين مجموعة من الشروط حتى يسيروا عليها، ويأخذوا بها في تعاملاتهم وهذه الشروط هي:
١- معرفة ما يأمر به الآمر وما ينهى عنه الناهي.
٢- الرفق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
٣- الصبر على الأذى الذي يترتب على القيام بهذه المهمة.
٤- ألا يؤدي إنكار المنكر إلى ما هو أنكر منه.
٥- ألا تكون المسألة من المسائل الاجتهادية المختلف فيها بين أهل العلم المعتبرين.
٦- أن يكون الإنكار في أول الأمر على شكل نصيحة سرية لمن صدر منه المنكر، فإن لم يتب أنكر عليه المحتسب علانية.

مع سعة علمه الذي اتصف به إلا أنه كان يبتعد عن طلب السمعة والمكانة، كما كان يطلب من أهل العلم أن يبينوا له الأخطاء التي ارتكبها.
إن اتصاف الإمام بهذه الصفة جعل دعوته أمراً مقبولاً بين العامة والخاصة؛ لأن صاحب الخبق الحسن لا بد وأن يجد له أنصاراً مؤيدين لنهجه..
كتب ومؤلفات الإمام: أولويات التأليف عنده أن يعالج قضية الشرك والبدع والمخالفات الشرعية القائمة في عصره.
وأما أسلوبه فهو واضح لا يوجد فيه أي تعقيد؛ حتى إن لغته سهلة ميسرة يستطيع كل قارئ مهما كانت ثقافته أن يفهمها ويطلع على ما تحويه من معانٍ.
ومن مؤلفاته: كتاب التوحيد، كتاب الكبائر، كشف الشبهات، مسائل الجاهلية، أصول الإيمان، فضل الإسلام، فضائل القرآن...

أسباب نجاح الدعوة: تعددت الأسباب التي أدت إلى نجاح دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب وانتشارها في أرجاء الجزيرة العربية، بل وامتداد آثارها إلى خارج أقطار الجزيرة، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منها قوة إيمان الإمام ومن جاء بعده من علماء الدعوة وأئمتها بالمبادئ التي نادى بها، وصدق عزيمتهم، وكذلك التزامهم بالحكمة والموعظة الحسنة.
اهتم الإمام بالعلم الشرعي، وجاء في كتابه "الأصول الثلاثة" بكلام يدلل على عمق فهمه لقضية العلم، وتوجيه المسلمين نحو الأولوية في تعلم العلم الشرعي، فقال: اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل:
١- العلم؛ وهو معرفة الله، ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة.
٢- العمل به.
٣- الدعوة إليه.
٤- الصبر على الأذى فيه.
كان الإمام محمد بن عبدالوهاب قدوة طيبة بشهادة من عاصروه؛ ونتيجة لأخلاقه الطيبة وحكمته في تعامله مع الناس جميعاً؛ فقد تقربت منه كل طوائف الجزيرة العربية.
وهذا ما أكده المؤرخ ابن غنام حيث يقول: وبقي في الدرعية رحمه الله يدعو إلى سبيل ربه بالحجة الواضحة، وبالموعظة الحسنة، فلم يبادر أحداً بالتكفير، ولم يبدأ أحداً بالعدوان، بل توقف عن كل ذلك ورعاً منه، وأملاً في أن يهدي الله الضالين.

العلماء المنصفون لدعوة الإمام: أنصف كثير من علماء المسلمين الموثوق بأخلاقهم وعلمهم دعوة الإمام، فعدوها من الحركات المؤثرة في المجتمع الإنساني في القرن ال١٨ وما تلاه من القرون ويأتي على رأسهم:

١- المؤرخ عبدالرحمن الجبرتي: فقد أنصف الدعوة السلفية وأتباع الإمام محمد بن عبدالوهاب، وجاء كلامه عنه مؤثق بالأدلة التاريخية.
٢- الأستاذ عباس العقاد: تناول في كتابه "الإسلام في القرن العشرين" دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب فقال: ظاهر من سيرة الإمام أنه لقي في رسالته عنتاً، فاشتد كما يشتد من  يدعو غير سميع؛ ومن العنت إطباق الناس على الجهل، والتوسل بما لا يضر ولا ينفع.. إلى أن قال .. فكان حقاً على الدعاة أن يصرفوهم عن هذه الجهالة، وكان من أثر الدعوة الوهابية أنها صرفتهم عن ألوان من البدع.."
٣- طه حسين: أثنى على دعوة الشيخ ثناءً طيباً، ذكره في بحث نشره بعنوان "الحياة الأدبية في جزيرة العرب"، جاء فيه "أن هذا المذهب جديد وقديم معاً؛ والواقع أنه جديد بالنسبة إلى المعاصرين، ولكنه قديم في حقيقة الأمر؛ لأن ليس إلا الدعوة القويمة إلى الإسلام الخالص النقي المطهر من شوائب الشرك والوثنية..."
المنصفون من الغربيين:
١- بوكهارت: قال عن مبادئ الدعوة: "لم تكن مبادئ محمد بن عبدالوهاب مبادئ دينية جديدة؛ بل كانت جهوده موجهة فقط لإصلاح المفاسد التي تفشت بين المسلمين.."
٢- دائرة المعارف البريطانية: جاء فيها في نعرض حديثها عن الوهابية ما يلي: "الوهابية: اسم لحركة التطهير في الإسلام، والوهابيون يتبعون تعاليم الرسول وحده، ويهملون كل ما سواها، وأعداء الوهابية هم أعداء الإسلام الصحيح".

هناك تعليقان (2):