الخميس، 11 يوليو 2013

كتاب (حتى الملائكة تسأل)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
 

يقول المؤلف "جيفري لانغ" في مقدمة كتابه "حتى الملائكة تسأل"

أخشى أن تقود طبيعة هذا الكتاب القارئ غير المسلم إلى أن يأخذ فكرة خاطئة عن الإسلام، أو أن تتكون لديه صورة أُحادية الجانب حيال ذلك. إن الهجوم المستمر الذي تقوم به وسائل الاعلام الغربية في محاولة لتشويه صورة الإسلام والمسلمين ربما كان السبب الذي جعلني شديد الحساسية حيال هذا الموضوع. ويجب ألا يغفل القارئ أن هذا الكتاب موجه أصلاً للمسلمين من قِبل شخص كان يوماً ما خارج جاليتهم، والذي حاول أن يناقش أنماط سلوك ومفاهيم بعض المؤمنين المعاصرين، والتي رأى في نفسه صعوبة فهمها أو التأقلم معها أو قبولها، ولهذا فإن الكتاب يحتوي على نقد لبعض تصرفات المسلمين.

**

حاجة غريزية تدفعنا كي يرى كل منا حياته على أنها ذات معنى. وغالباً ما نجد فيكتور فرانكل يردد مقولة مفادها أنه إذا ما استطاع أحد ما أن يمد الانسان بإيجابية قاطعة، بـ"لماذا نحيا"؟ فإننا لا محالة سوف نجد "كيف نحيا"؟ بشكل إيجابي مثمر. ولكنها لا يمكن أن تكون أية "لماذا"؟؛ بل لا بد أن تكون مُلزمة عقلياً وفكرياً وروحياً.

**

المعتنق الجديد هو في الأصل جزء لا يتجزأ من المجتمع المحيط به، وعرضة لانتقاداته وتحدياته الفكرية منذ الوهلة الأولى التي يدخل فيها الإسلام، فإن بعض الأسئلة حول الإيمان والعقل، قد تكون أشد وقعاً على خياراته الدينية منها على المسلمين المهاجرين.

ومع ذلك فمستقبل الإسلام في الغرب، وخاصة في أمريكا، لا يتعلق بالدرجة الأولى بمستقبل المهاجرين والمعتنقين الجدد، بل بمستقبل الأولاد، إذ إن نجاح الإسلام في أوروبا وأمريكا سوف يُقاس بمقدار تقوى وورع ذرياتهم. إن أحفاد مسلمي اليوم في الغرب سوف يكونون بلا شك غربيين في مواقفهم وتفكيرهم، ذلك إن حياتهم تتوقف على ذلك، ولكن ما هو غير مؤكد تماماً هو مقدار الولاء الذي سوف يكنه هؤلاء للاسلام أو للأمة الإسلامية المنتشرة حول العالم في المستقبل.

إن المدارس الإسلامية قد تساعد أولاد المسلمين في الحفاظ على هويتهم الدينية، ولكن يلوح في الأفق الموضوع الأكبر وهو: ماذا وكيف سنُعلّم هؤلاء الأطفال؟ فإذا كان على الجالية الدينية أن تُقدم باحثين وعلماء طليعين فإن منهجها التعليمي يجب أن يكون متوافقاً مع طرائق الدراسة التحليلية والنقدية المعاصرة؛ إن ذلك يتطلب مناخاً من حرية التعبير والبحث، حيث النقد الذاتي والموضوعية يتم تشجيعها والاستفهام والشك يتم استيعابهما.

إذا كنا لا نستطيع ابراز الإسلام على أنه متوافق تماماً مع التفكير العقلاني فإن الإيمان بالنسبة إلى المسلم الغربي لن يغدو أكثر من مجرد مسألة تجربة شخصية وروحية.

إذا لم يُخضع الإسلام لحجة عقلانية مقنعة، حجة يمكن للشباب المسلم في الغرب أن يتمسك بها، فإن العديد من هؤلاء سوف ينظر إلى الإسلام على أنه مجرد ديانة أخرى.

**

(مدخل لفهم القرآن)

القرآن يروي الأحداث بطريقة يتم التركيز فيها على المغزى في حين تحذف التفاصيل التي تربط هذه الأحداث. على هذا فالقارئ الغربي الذي لا يعرف شيئاً عن قبيلتي عاد وثمود العربيتين سرعان ما يفهم المغزى الأخلاقي من وراء ذكر حكايتهما. إن هذا الحذف للتفصيل التاريخي يضيف إلى قوة السرد في تحريك المشاعر ليجعلها عالمية، تتجاوز كل الحدود؛ وذلك لأنها تساعد القارئ على التركيز على معنى القصص غير المحدودة زمنياً.

(وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يُفسد فيها ويسفك الدماء ونحن

نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون) البقرة

فالمشهد هنا في الجنة حيث يُخاطب الله الملائكة أنه يريد أن يستخلف الانسان في الأرض. ولم يكن آدم عليه السلام خلق كأول انسان بعد، ومن خلال الآيات التالية يبدو واضحاً أن آدم عليه السلام كان بريئاً من أي معصية ومع ذلك فقد أراد الله أن يسكنه وذريته الأرض كخلفاء ، وليس هناك اشارة على أن الحياة الدنيا هي بمثابة عقوبة فكلمة خليفة تعني مندوباً وممثلاً و وكيلاً، وعلى هذا يبدو أن الانسان قُصد من استخلافه أن يُمثل الله على الأرض وبمعنى ما، أن يتصرف نيابة عنه.

لماذا لم يوضع الانسان بطبيعة مناسبة في الجنة من البداية؟ لم نكد ننهي جملة واحدة من القرآن حول قصة الانسان إلا وقد واجهنا شكوانا الرئيسة (نحن الملحدين)، وهذه الشكوى قد تم التعبير عنها بلسان الملائكة! ولا تنتهي الآية بالشرح بل بالتذكير القرآني أن الله يعلم ما لا نعلم، ومن ثم المعنى الضمني أن حياة الانسان على الأرض هي جزء من هدف أعظم.

**

إن أسماء الله الحسنى الواردة في القرآن تتضمن ارتباطاً مباشراً بحياة الانسان في هذه الحياة الدنيا، فهذه الأسماء مثل: الرحمن الرحيم الوهاب والودود ..الخ توحي بإله يخلق الخلق من الرجال والنساء كي تكون له علاقة رضاً معهم على مستوىً حميمي جداً، ليس من منطلق حاجة سيكولوجية أو عاطفية، بل لأن هذا هو جوهر طبيعة الله. ولذلك نجد أن العلاقة بين المؤمن الصادق والله تتسم باستمرار على أنها علاقة محبة، فالله"يحب المحسنين" و"يحب التوابين" و"يحب المتطهرين"و"يحب الصابرين" وجميع هؤلاء بدورهم يحبون الله. ومن ناحية أخرى فإن الطاغين والمعتدين والمفسدين والآثمين والكافرين والقاسطين لن يذوقوا هذه العلاقة من الحب مع الله.

إن هداية الله لانسان ما إنما تتأثر بمدى طاعته واستجابته وإرادته؛ وهذا يذكرنا بحديث محمد صلّ الله عليه وسلم

فيما يرويه عن ربه :" .. ومن تقرب إليّ شبراً تقربت إليه ذراعاً..."

لم تكن الحياة يوماً سهلة، ولم يُقصد منها أن تكون سهلة، ويُشير القرآن إلى أن الحياة الناجحة هي أشبه ما تكون باقتحام العقبة وهو اقتحام يحاول معظم الناس تحاشيه.

**

ليس مدهشاً أن نرى القرآن يدعم نظرية القاعدة الذهبية، فكثير من يشعر أنه من الأفضل أن تُعطي على أن تتلقى، وأن تكون صادقاً على أن تعيش الكذب وأن تحب على أن تكره، وأن تكون عطوفاً على أن تتجاهل الآم الآخرين؛ ذلك أن خبرات كهذه تُعطي الحياة معنىً وجمال.

**

يعرف المسلمون منذ أمد بعيد أنه من خلال دفع الزكاة قد يبلغ المرء مستوى أرقى من الصفاء

الروحي، إن هذا ليس من سبيل تداعي الخواطر، بل لأن القرآن يربط ما بين التصدق وتزكية النفس:

(خذ من أموالهم صدقة تُطهرهم وتُزكيهم بها) التوبة

**

المسلم الملتزم يتلو القرآن على الأقل خمس مرات في اليوم والليلة خلال الصلوات المفروضة، والعديد منهم يتلون جزءً معيناً منه كل يوم، ومن خلال قراءة المسلمين للقرآن، فإنهم يذكرون وباستمرار أسماء الله الحسنى وصفاته، وبهذه الطريقة يطور المسلم مفهوماً عن الله أبعد ما يكون عن المادية، ويتقرب إلى الله من خلال عقله وقلبه وروحه ومشاعره وحدسه وليس من خلال أية صورة مجسمة.

تحطيم الإسلام للأوثان ليس تطرفاً قاسياً له جذوره الثقافية في بيئة صحراوية ذات ذوق بدائي في الفنون، بل إنه لازمة طبيعية للطريقة التي يتصور بها المسلمون الله من خلالها ويرتبطون به من خلال مفاهيم تعبر عن قيم داخلية ونشاطات وليس من خلال صور مرئية.

**

كيف يمكن للانسان ذلك المخلوق المُدّمر والقابل للفساد أن يكون نائباً وممثلاً لله (على الأرض)

إن وظيفة الخليفة لا تُمنح ببساطة، بل يجب أن تُقبل طواعية ويجب الالتزام بها مدى الحياة.والقرآن لا يطلب من الانسان الكمال، بل يطلب إلينا أن نُثابر في اجتهادنا للتزود بالتقوى ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.

**

غالباً ما توصف الحياة بأنها فصل دراسي عظيم، وهي البيئة القصوى للتعلم. فعندما نرتكب خطأ ما له مضمونه الأخلاقي فإن ذلك يُصبح معصية يزداد أذاها وخطرها بادراكنا لمدى ظلمها للآخرين، ولكن إذا ما تبنا وتجنبنا الوقوع بمثل تلك الأخطاء لاحقاً فإن هذه الأخطاء يمكن أن تُساعد في رُقينا الروحي.

القرآن الكريم يوضح أن التوبة في اللحظات الأخيرة من العمر هرباً من عذاب الآخرة لا تُجدي نفعاً؛ لأن الباعث على هذه التوبة ليس الرغبة الصادقة في الاصلاح حيث لا يبقى في مثل هذه الحالة مُتسع من الوقت لتحسين النفس واصلاحها.

فتوبة كهذه يقوم الانسان بها في هذه اللحظات الأخيرة من العمر هي ليست فقط عبثية وتدل على نقص في فهم غاية الحياة والتوبة، بل إنها لتزيد من جريمة العاصي؛ لأنه تثبت أن ذلك العاصي كان يدري دوماً بوجود الله، أو على الأقل بامكانية وجوده، ولكنه فضل العيش بحياة أنانية مدمرة بدلاً من البحث عن علاقة مع الله.

**

(ويوم تقوم الساعة يُقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعةٍ كذلك كانوا يؤفكون) الروم

المفسرون يُرجِعون دوماً جميع الاشارات إلى يوم القيامة في صيغة المستقبل، لأنه من منظورنا أن يوم القيامة سوف يحدث في المستقبل. ولكن في الحقيقة هناك عدة نصوص تستخدم الزمنين الماضي والحاضر للاشارة إلى يوم القيامة، ويؤكد المعلقون أن هذا أسلوب أدبي يُشدد على أن هذه الأحداث لا بُد واقعة. إن استخدام صيغتي الحاضر والماضي في الاشارة إلى يوم القيامة يدعم فكرة أن يوم القيامة سوف يحدث في بيئة مختلفة جداً لن تنفع فيها تصوراتنا الحالية عن الزمان والمكان.

**

(ألا نحتاج لنبي آخر)؟

(ما كان محمداً أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسولَ اللهِ وخاتمَ النبيين وكان اللهُ بكلِّ شيء عليما)الأحزاب

هناك العديد ممن تحرى في ذرية النبي صلَّ الله عليه وسلم من يُصبح قائداً من عند الله، أحداً ما قريباً منحه الله الشخصية القيادية. ولكن القرآن، والتاريخ، وقرارات الرسول –صلَّ الله عليه وسلم- في آخر أيامه جعلت من ذلك أمراً عسيراً.

فلو أن النبي - صلَى الله عليه وسلّم - اختار علياً، وهو صهره وابن عمه خليفة له من بعده لكان هذا الأخير تبوأ مكانة مقدسة في أعين معظم المسلمين. ويبدو أن محمداً –صلَّ الله عليه وسلم- ترك شأن ذلك للأمة كي تختار قائده الجديد بنفسها من بعده. ولم يتولَّ عليّ – رضي الله عنه- الحكم إلا بعد ثلاثة من خلفاء النبي –صلَّ الله عليه وسلّم- أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين.

**

لم أُقابل في حياتي مُعتنقاً غربياً للإسلام أو شخصاً هناك إلا تردد كثيراً قبل اتخاذ قراره، والسبب الوحيد

في ذلك هو الخوف من ردود فعل المجتمع.

هناك عدد قليل من الأمريكيين أو الأوربيين ممن يتخذون قرارات سريعة باعتناق الإسلام، ولكن هؤلاء في العادة لا يمكثون طويلاً في الإسلام. ومعظم الذين اعتنقوا الإسلام في الغرب يتذكرون العديد من نقاط التحول الرئيسة في طريق تحولهم إلى الإسلام وذلك قبل قيامهم باتخاذ القرار النهائي بوقت طويل.

العديد من معتنقي الإسلام في الغرب يخشى التمييز العنصري في العمل، ولذا فهم يخفون إيمانهم عن أرباب عملهم وعن زملائهم في العمل، وبالنسبة لي فقد عبّر بعض الزملاء عن امتعاضهم وعدم رضاهم فيما يختص بالتزامي بالإسلام، ولكنني لا أعتقد أن ذلك قد أثر على عملي كثيرا.

إن الجالية الإسلامية في الدول الغربية بوسعها أن تعمل الكثير كي تُزيل الضغوط التي يشعر بها ويلقاها

أولئك الذين ينضمون إلى دينهم.

أولاً وقبل كل شيء يمكنها أن تلعب دوراً أكثر فاعلية في محاربة التمييز، فحتى الآن نجد أن الجالية الإسلامية هي واحدة من أكثر الجاليات سلبية في الغرب، وإذا ما صادف أن اختار مسلم أمريكي أو أوروبي أن يناضل ضد التمييز، فغالباً ما يكون ذلك معركة فردية.

يجب على الجالية الإسلامية في الغرب، أن تُخفف الضغط على أعضائها من الإناث من حيث التقييد الشديد بأنظمة اللباس الإسلامي التقليدي. فالمخاطر والمعاناة التي تواجهها بعض أولئك النسوة قد تكون قاسية جداً، إن فرض اللباس والسلوك المحتشمين يجب أن يكون كافياً في الوقت الراهن.

أذكر محاضرة حضرتها في الجامعة عندما بدأ اهتمامي بالإسلام، وكان المتحدث أمريكياً معتنقاً للإسلام، وكان يرتدي ملابس أشبه ما تكون بالزي السعودي، وكان يُضمن خطابه وعلى نحو مستمر مصطلحات عربية كان يلفظها بشكل غير صحيح كما لو أن جميع الحضور يجب أن يكونوا على معرفة بها، وهذا ما خلق فجوات كبيرة في فهمي لتلك المحاضرة بحيث أضحت المحاضرة بالنسبة إلي غير مفهومة.

غادرت المحاضرة بشعور وهو أنني إذا أردت أن أُصبح مسلماً يتوجب عليّ أن أُصبح عربياً أو على

الأقل أجنبياً، ويبدو أن هذه الرسالة التي يتلقاها العديد من المسلمين سواءً أكانت الجالية تقصد ذلك أم لا تقصده.

قال لي صديق أمريكي اعتنق الإسلام: إن بعض المسلمين يعتقدون أن الله إنما يفهمُ اللغة العربية فقط.

**

وبرغم أن المسلمين يقولون بأن الإسلام صالح لك زمان ومكان، فإن الانطباع العام عند

غير المسلمين هو اعتقادهم أنا المسلمين إنما يُريدون من البشر جميعاً أن يحصروا أنفسهم

في زمان ومكان وحيدين من التاريخ.

**

تصورات الغرب الأساسية عن الإسلام تقع في ثلاث نقاط رئيسة هي:

أولاً: الإسلام دين عربي شرق أوسطي، أو ديانة أجنبية لا تتوافق مع الغرب.

ثانياً:الإسلام دين يحتقر المرأة وينتقص من قدرها.

ثالثاً:الإسلامُ دين يُشجع على العُنف والعدوان.

وهذه الافتراءات الثلاث ليست جديدة في الغرب، بل تعود إلى الماضي، وعلى أقل تقدير للعصور الوسطى. وهذه الأفكار الثلاث متأصلة وراسخة بقوة في جذور الثقافة الغربية لدرجة يمكننا القول فيها: إن أخلص الباحثين عن الإيمان بالله في أوروبا وأمريكا لا يُفكر بالإسلام بوصفه خياراً دينياً في بداية الأمر.

**

الحياة كما يراها المسلم هي خيار متواصل ما بين السادة، أي ما بين الذين تخلقهم أنت لنفسك والله الواحد القهار الذي خلقك. فعندما تصنع أنت آلهتك بنفسك فإنك تخلق لهذه النفس ظلمها وهوانها، ولكن عندما تُخضعها للواحد الأحد فإنك تُحصن نفسك من شتى أنواع المخاوف والهلع الذ يقود البشر لعبادة الأوثان.

وفي الحقيقة ومن وجهة نظر الإسلام، فإن جميع المخلوقات هي عبيد لله تعالى سواء وعت ذلك أم لم تعِ من حيث أنها تسير وفق مُقتضى حكمته، ولا تستطيع أن تُنجز شيئاً في الحياة غير الذي أراده الله لها.

**

قال لي أحد الطلبة المسلمين مرة: إن طاقة الصلاة لا يُمكن وصفها، قال: "عندما نُصلّي وتلامس أنوفنا الأرض في السجود فإننا نشعر بقوة وطمأنينة وسرور تفوق حدود هذا العالم، مما لا يمكن وصفها في كلمات ولا يعرفها إلا من جربها"

ويم قال لي ذلك هو اليوم الذي أصبحتُ فيه مسلماً؛ ولم أمكث طويلاً حتى بدأت أُدرك ماذا كان يعني بذاك القول.

**

أن الذي قادني إلى الإسلام هو الفراغ الروحي والألم الداخلي العميق الذي كنت أُكابده، وكذلك محبة الله التي لا تُقاوم والتي منت علي بالإسلام قبل الموت. فخلال الأسابيع العديدة الأولى من اسلامي أعطاني الإسلام أكثر مما كنت أتوقع بكثير. فقد جئت للإسلام بتوقعات متواضعة جداً، - وكنت سعيداً أن وجدت الإيمان في دين ذي معنى –ولكنني لم أتوقع أن يمسني شعور عارم من الرحمة، إذ لم أكن أعلم أن المرء إذا أسلم يمكن له أن يشعر بذلك العناق من الرقة والدفء.

وكان كل ما أطمح إليه في بداية اسلامي هو هذه المحبة والعلاقة مع الله التي كانت الهدف الوحي

الذي كنت أسعى إليه في حياتي.

لكي يسود الإسلام في أمريكا الشمالية لا بد من تحقيق ثلاثة شروط:

أولاً:أن يبرز جزء كبير من أطفال الجيل الحالي من المسلمين الأمريكيين راشدين متمسكين باسلامهم بقوة.

ثانياً:أن تبقى الجالية الإسلامية متحدة بعضها مع بعض، وألا تنقسم إلى فرق طائفية يُعادي بعضها بعضاً.

ثالثاً:أن تُنتج الجالية الإسلامية الأمريكية علماء الدين الخاصين بها، والذين خرجوا من بين ظهرانيها ممن لديهم الكفاءة للاستجابة بفعالية للقضايا المستجدة والمشكلات التي قد تنجم عنها.

يمكنكم الاستماع لملخص الكتاب عن طريق بودكاست ورّاق

waraqcast.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق