الثلاثاء، 16 يوليو 2013

كتاب (غيفارا النضال والفداء)




غيفارا النضال والفداء، لـ انطوان نعيم، كتابنا للنشر.
***
تشي غيفارا، تخلى عن كل شيء، ترك أهله وبلده وامتيازاته وامكاناته المادية ومتاع الدنيا وراءه وذهب بعيداً يبحث عن سبب معاناة الانسانية.
**
تعود أسرته إلى أصول ايرلندية (والده) وباسكية (والدته). ويرى بعض المحللين أنه بالرغم من "أرستقراطية" عائلته قد أصبحت من الطبقة الوسطى في الأرجنتين بسبب العوز والخسائر المالية التي منيت بها.
**
ترعرع في بيت لا يأبه كثيراً بالقيم التقليدية وبقي أميناً لنشأته هذه، فلم يكترث بالطقوس والتقاليد البالية ولم يأبه بالهندام؛ فكان يكره ربطات العنق والمعاطف واللباس الأنيق، ويرفض المشاركة في الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية، ويحب المشي لمسافات طويلة.
**
عُرف غيفارا بنزعته للفقر، والعيش بدون نقود.
**
كانت والدته واسعة المعرفة، طموحة ومثابرة وشديدة التصميم على الوصول إلى غايتها، فما أن تبدأ بعمل حتى تنجزه مهما تكلفت من جهد، كما كانت جريئة ومقدامة لا تردعها مشقات الحياة ومخاطرها.
**
كانت علاقته بوالدته وطيدة، حيث ثابر على مراسلتها ومشاركتها همومه، واحاطتها علماً بأفكاره وطموحاته وأسفاره وتنقلاته.
**
ولّد مرض "الربو" في تشي الصبر وشدة العزيمة وربما كان السبب في أفعاله، التي كثيراً ما كانت تطمح إلى تحقيق "الممكن الأقصى"إن جاز التعبير، والتغلب على الصعوبات التي تعترض سبيله، كما خلق لديه القناعة بأن الانسان قادر إذا ما توفرت الإرادة على القيام بأي شيء.
**
كان المرض يرغمه على التزام الفراش ساعات بل أياما عديدة مما وفر له فترات طويلة من المطالعة التي صقلت شخصيته، وأصبحت هوايته المفضلة وجزءً من طبيعته، وعادة لم تبرحه حتى في أحلك ظروف حياته.
**
تنقلات أسرته واقامتها في أماكن متعددة تتميز بالطبيعة الخلابة والهواء الطلق كان لها أكبر الأثر في نشوء هذه النزعة لديه فقد بقي حتى لحظة وفاته يتطلع دوماً للعيش في الطبيعة المفتوحة والهواء الطلق، وقد لازمت هاتان السمتان، عاملاً حاسماً في تكوينه النفسي..
**
لم تكن الشجاعة لدى ارنستو غيفارا غاية بحد ذاتها، بل وسيلة نضال من أجل القضية والثورة.
**
لم يكن غيفارا عابثا يركض وراء وهم أو معركة، كما يدعي الاعلام الرأسمالي، بل كان صانعا لمشروع ثورة تبدأ في كوبا وتمتد لتطال الانسانية بأسرها، كما كان قارئاً متفحصاً للتاريخ وحراك الشعوب وقانين الصراع وديالكتيكية التناقضات الاجتماعية والطبقية.
**
نشأ في بيت يُحب المطالعة واقتناء الكتب فحوى منها ما يُقارب مكتبة صغيرة وشرع، بمعونة والدته وتشجيعها في رحلته مع الكتب منذ طفولته.
**
دأب على القراءة باستمرار ودون كلل وفي كل لحظة تتاح له، حيث كان الكتاب جليسة الدائم ورفيق دربه.
**
إذا أصابته نوبة الربو وحالت دون مشاركته زملائه الألعاب الرياضية، يتنحى إلى أطراف ملعب المدرسة وفي يديه كتاب يقرأه.
**
يذكر غيفار في مذكراته، التي حرص دوماً على تدوينها، أنه كان يتوقف خلال رحلاته في المكتبات العامة في البلدان التي يزورها حيث يقضي ساعات في القراءة، وقد وجدوا في حقيبته بعد وقوعه في الأسر، كتاب "الثورة الدائمة" لليو تروتسكي.
**
في سن الـ14، قبض على والدته، وعذبت في سجون حاكم الأرجنتين بيرون، وكانت الغربة قاسية جداً بالنسبة إلى غيفارا أن يرى أمه، التي قضت السنوات وهي تخشى علي صحته من الاعتلال والضعف، فجأة في السجن تعذب على أيدي بعض القساة، وهو لا يستطيع أن يفعل شيئاً ولعله في تلك الفترة، أدرك معنى الظلم. وشعر كم هو قاس أن يكون الانسان مظلوماً، والآخرون ينعمون بالحياة!
**
كان شغوفاً إلى حد كبير بقراءة أعمال ماركس ولينين وتروتسكي، وكان يفضل كتابات تروتسكي لأنها تحمل في طياتها منابع الثورة الدائمة.
**
يلحظ مؤرخو سيرته على أن مطالعاته، رغم تنوعها، لم تكن عشوائية بل كانت في كثير من الأحيان جزءً من مشروع تثقيف ذاتي.
**
قرأ "تأريخ أوروبا المعاصر" في 25مجلد وشرع وهو في الـ17 من عمره في تنظيم قراءاته في مجال الفلسفة، فأخذ يدون ملاحظاته ويجمعها في معجم فلسفي" تكاثرت صفحاته حتى بلغت 17 دفتراً ما زالت محفوظة في مركز دراسات تشي غيفارا في هافانا.
**
في محاولة منه للتناغم بين تخصصه كطبيب والثائر الذي بداخله، أولى تشي عناية خاصة لدور الطبيب في اعداد برنامج رعاية صحية في خدمة الشعب.
**
فجأة صارت كل طموحاته السابقة إلى الارتقاء الشخصي مجرد أمور تافهة وعديمة الأهمية؛ إذ أن الطبيب يمكنه أن يعالج مريضا واحداً، لكن من يمكنه أن يعالج مرض الفقر والأمية والتشرد والاضطهاد؟ لا يمكن للمرء أن يعالج داء السرطان بحبة الأسبرين، كما لا يمكن للمرء أن يعالج العلل الكامنة في المجتمع بالمسكنات وأنصاف الحلول
**
عقدت وكالة الـ CIA اجتماعا طارئا حول خطر غيفارا على نظامهم السياسي والاقتصادي بعد ما فعله في كوبا، واطاحة النظام والحاكم السابق الموالي لهم، حيث أنه أصبح مصدر خطر لهم خاصة مع عرض التعاون مع الروس والصين (الشيوعيين).
**
تمت مظاهرات احتجاج في العديد من دول أمريكا الجنوبية، كان سببها الاحتجاج الشديد على قتل تشي غيفارا، وكان هدف المظاهرة السفارات الأمريكية والمواطنين الأمريكان
**
أعلن الطبيبان المسؤولان عن اصدار شهادة وفاة غيفارا بأنه توفي في اليوم التاسع من اكتوبر.
ولم تتأكد الحكومة الأمريكية من موت تشي غيفارا تأكداً تاماً إلا في الـ18 من اكتوبر، "كم كان غيفارا مرعباً بالنسبة لأمريكا"!
**
رفضت السلطات البوليفية تسليم جثته لأخيه، أو حتى تعريف أحد بمكانه أو بمقبرته، حتى لا تكون مزاراً للثوار من كل أنحاء العالم.
**
قامت الولايات المتحدة بعدة محاولات لاغتيال كاسترو "قائد الثورة الكوبية"، حيث بلغ عدد المحاولات أكثر من 40 محاولة.
**
كما قامت الولايات المتحدة بالتعاون مع بعض المرتزقة الكوبيين بإحراق عدد كبير من محصول قصب السكر، المنتج الذي يعتمد عليه اقتصاد البلاد.
**
"
لا يهمني متى وأين سأموت، لكن يهمني أن يبقى الثوار منتصبين يملؤون الأرض ضجيجا، كي لا ينام العالم بكل ثقله فوق أجساد الفقراء والمظلومين.
**
لقد كان تشي غيفارا ثوريا بالغريزة. كان شخصا لا يمكن افساده، يمقت البيروقراطية والوصولية والامتيازات. لقد كان رمز أخلاق المناضل.

الثوري الصارمة والطاهرة. ومن ثم فإنه وقف ضد البيروقراطية والفساد التي لاحظ وجودها بعد انتصار الثورة.
**
كان تشي غيفارا يقدم العلاج الطبي للجنود البوليفيين الجرحى الذين كان المغاوير يأسرونهم، وبعد ذلك يطلق سراحهم.
**
يتناقض هذا التصرف الانساني مع المعاملة الهمجية التي تلقاها هو نفسه عندما سقط بين أيدي الجيش البوليفي.
**
يقول أودونيل -الذي كان أبوه يعالج تشي في صغره من داء الربو- :"إن هذا المرض علم الرجل الثوري أن الذي بين الحياة والموت واهٍ جداً".
**
وأشار -أودونيل- أيضاً إلى أن الربو كان محوراً كبيراً في حياة غيفارا، لدرجة أن وكالة المخابرات الأمريكية سحبت كل الأدوية التي تعالج

هذا المرض من المناطق التي كانت الميلشيا تنشط فيها.
**
ويعتبر دونيل أن أبرز خصائص شخصية تشي غيفارا هي: "نزاهته وشجاعته وحسه الأخلاقي إلى حد اللامعقول".
**
كان شعاره "لنكن واقعيين، لنطالب بالمستحيل".
**
من أقواله،،
البقاء والعيش الكريم حق لكل مواطن، وليس امتيازاً ولا ترفاً.
**
إن الثورة تتجمد، والثوار ينتابهم الصقيع حين يجلسون على الكراسي ويبدؤون بناء ما ناضلت من أجله الثورة.
**
"
لا يستطيع المرء أن يكون متأكداً من أن هناك شيئاً يعيش من أجله إلا إذا كان مستعداً للموت في سبيله".
**
مما يسجل لتشي غيفارا، مواقفه المتشددة ضد الولايات المتحدة الأمريكية، وتأييده القوي والصريح للفلسطينيين، وعدم اعترافه بدولة اسرائيل.

ومما يُذكر أن كوبا في زمنه دربت مقاتلين فلسطينيين ودعمتهم بالسلاح، ودون مقابل في بعض الأحيان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق