السبت، 20 يوليو 2013

كتاب (الأدب العربي الحديث)




الأدب العربي الحديث ، بول ستاركي، ترجمة د. هند السديري ، من اصدارات العبيكان.
**
يشرح بول ستاركي مؤلف هذا الكتاب للقارئ الغربي، الذي ليس على اطلاع على الثقافة العربية، فيبدأ من الشعر، ثم ينطلق إلى ظهور جنس أدبي جديد هو النثر، يتابع تطوره حتى القرن العشرين، ثم ينتقل إلى المسرح وبداياته البسيطة إلى أن وصلأوجه.
**
الأدب العربي ضاعت بداياته مثله مثل أدب اليونان الكلاسيكي مع مرور الزمن، لأن العينات الأولى منه استمدت من ثقافة شفهية .
**
يمكننا القول: إن الأدب العربي القديم ظهر نحو أواسط القرن الـ6 الميلادي، حيث نجد قصائد كاملة لجسد شعري بدوي قبليظهر في أنحاء شبه الجزيرة العربية بأوزان وقوافٍ متطورة. ويسمى هذا الجسد الشعري عادةً "الشعر الجاهلي. "
**
بالنسبة إلى القرآن مع الأخذ في الحسبان أهميتهوتفرده بأنه كلام الله، لغة القرآن الكريم وبلاغته استمرت فيالتأثير وتشكيل معظم التراث الأدبي اللاحق وليس فقط المكتوب بالعربية، ولكن أيضاً المكتوب لشعوب مسلمة تتحدث بلغات أخرى.
**
يبدو أن هُناك شبه اجماع على أن أفضل الأدب العربي القديم، هو الذي كُتب حين سقطت بغداد عام 1258م بيد المغول.
**
على الرغم من أن اللغة العربية احتفظت بقوتها،بصفتها لغة القرآن الكريم والتعاليم الإسلامية، لكن منذ القرن السادس عشر بدأت اللغة التركية تأخذ تدريجياً مكان اللغة العربية في أواسط العالم العربي بوصفها لغة للإدارة والتعليم، وأخذ الأدبالعربي
يصطبغ بازدياد بأسلوب جديد، ويبتعد عن أصوله. ونتيجة لذلك توصفأحياناً السنوات بين سقوط بغداد عام1258م وغزونابليون مصر عام 1798 "بالعصور المظلمة" للأدب العربي.
**
يُعد القرآن الكريم (قراءة، وترتيلاً، ودراسة..إلخ) إحدى الدعائم الأولى الرئيسة التي قام عليها تطور الأدب العربي فيما بعد.
**
ومثل كثير من الأدب العربي لاحقاً، فإن القرآنالكريم أمتع سماعاً منه وقراءة.والصور المستخدمة مروعة، وتصل اللغة إلى درجة عالية من الجمال تعجز الترجمة عن نقلها، ومؤكد أن ترجمة القرآن الكريم تبدو فكرة هرطقية تقريباً للمفسرينالمسلمين.
**
ساعد التنظيم الإسلامي في القرون اللاحقة لوفاة رسول الله صل الله عليه وسلم على تقوية القواعد اللغوية الموجودةفي القرآن الكريم، التي أصبحت سريعاً الأساس "لأدب"عربي رفيع.
**
علم التاريخ العربي لم يتخطَّ حدود السرد والرويةإلا في القرن الـ14 مع أعمال ابن خلدون.
**
على الرغم من أن مقدمة بن خلدون أفضل عمل تاريخيعربي معروف في الغرب، لكنه لم يُقرأ في العالم العربي حتى القرنالـ19.
**
بدأت فروع عدة لكتابات دينية تظهر في القرون اللاحقةلنزول القرآن الكريم. ومنها علم التفسير الذي هو أقرب إلى النصالقرآني وكتابة هذا النوع من الأدب "التفسير"وصل إلى مرحلة النضج معالطبري.
**
الاستعانة بأعمال الكُتّاب السابقين أساساً لكتاباتأُخرى أوسع، تشكل أحد أهم معالم النشاط الفكري الإسلامي فيالقديم.
**
الغزالي وضع رؤيته الكاملة عن الدين في كتابه "احياء علوم الدين". وهو عمل ضخم ومميز؛ لتأكيده على أن الدين تجربةروحية تؤسس على محبة الله بدلاً من نظام بحت للأفكار.
**
الحدود الفاصلة بين ما هو "ديني" وما هو "غير ديني"غير واضحة في الأدب العربي القديم، ومن الصعبتمييزها..
**
يُعد ابن المقفع مؤسس ما يسمى بـ"مدرسة الكُتاب"للأدب العربي، وهو في جوهره نوع تعليمي، كما يشار إليهباسم مرآة الأمراء"، الذي يهدف إلى تقديم النصح والأرشاد للحكام والوزراء.
**
يجمع كثير من الأعمال الأدبية على شاكلة "مرآة الأمراء" بين مهمة النصح وهدفها المكمل، وهو امتاع القارئ، وهذا الميل لتغيير الأسلوب لجذب انتباه القارئ يُعد إحدى سمات أدب النثرالمُتخيل أو القصصي القديم بشكل عام.
**
تميز شعر المدينة، بتصويره الحب المستحيل. ومؤسس هذا النوع من الشعر هو جميل بن معمر من قبيلة عذرة، وعرف باسم الشعر العذري
**
انتشر الأسلوب الحزين لهذا النوع من الشعر خارج حدود العالم العربي ليقلد في الفارسية، والتركية، وقلده الشعراءالأوروبيون.
**
لم يتأثر كثير من النقاد الغربيين بشعر المتنبي،ربما لحبه واغراقه في الصور البلاغية مثل التضادوالجناس.
**
على الرغم من أن ألف ليلة وليلة هي الأشهر في الغرب من الأعمال "الشعبية" لكن التراث العربي يحوي في الحقيقةجسداً كبيراً من الأعمال "الشعبية" في النثر والشعر.
**
من النادر أن يُنظر في الأعمال المكتوبة (أو فيحالات كثيرة مروية) باللغة العامية إلى المعيار الأدبي، اشتهر عن طه حسين قوله "أنا سوف أبقى إلى الأبد معارضاً هؤلاء الذين يَعدون العامية أداة مناسبة للفهم المتبادل، وطريقة لمعرفة الأهداف المختلفة لحياتنا الفكرية؛ لأنني ببساطة لا أتحمل أي تشتييت للتراث أيّاً كان بسيطاً، الذي حفظته لنا العربيةالفصحى".
**
كان يجب منذ وقت مبكر على الطلاب العائدين من الخارجأن يترجموا الكتب التي تعلموها، وعام1835 أعطيت حركة الترجمة دفعة قوية، وذلك بتأسيس مدرسة اللغات في القاهرة لتعليم اللغات الإيطالية والفرنسية والانجليزية تحت إدارة رفاعةالطهطاوي.
**
إضافة إلى دور الطهطاوي في الترجمة والتعليم، فإنهأضاف مباشرة إلى الأدب المصري من خلال تأليف أربعة كتب أدبية،وأشهر كتبه هو "تخليص الإبريز في تلخيص باريز"، يعطي شرحاً رائعاً لانطباعاته عن فرنسا، ويكشف موقفا مدهشاً من الحضارة الغربية.
**
ميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران، أديّا دوراً رئيساً في نقل تجربة الأدب الغربي المعاصرة إلى عربالشرق.
**
أول خطوة مهمة أُخذت لتأسيس مسرح عربي حديث كانت عام 1847م، حين عرض اللبناني مارون النقاش مسرحية مأخوذة منمسرحية موليير" في بيته ببيروت، تبع ذلك عام 1849م بعرض مسرحية أبو الحسن المغفل وهارون الرشيد التي أخذت من إحدى قصص ألف ليلة.
**
هُناك اتفاقاً عاماً على أن أول شاعر مهم يمكن وصفهبأنه "كلاسيكي جديد" هو الشاعر المصري محمود سامي البارودي.
**
على الرغم من أن معظم شعر البارودي شخصي، ولكن موقفهبوصفه ناشطاً سياسياً، إذا جاز استخدام هذا الوصف لشاعر منالقرن الـ19، ليس بصفة غريبة على رواد الحركة الكلاسيكية الجديدة، الذين أظهر معظمهم وعياً كبيرا بالقضايا السياسيةوالاجتماعية
في ذلك الوقت، واستخدموا شعرهم وسيلة للتحدث إلىالمتلمين وإلى السلطة، سواء كانت من العرب أم من المفروضين عليم منالغرب.
**
أحمد شوقي هو الأشهر في العالم العربي، تلقى تعليماً حديثاً في النظام المصري العلماني، وأرسله الخديوي توفيق إلى فرنسا لاكمال دراسة القانون، وعين بعد عودته في منصب البلاط الخديوي، وأصبح شاعر الخديوي عباس ويتضمن المنصب نظم عدد كبير منقصائد المدح والرثاء والاطراء ، التي يبدو أن أحمد شوقي لم يكن مُقتنعاً بها.
**
بغض النظر عن جمال أسلوب أحمد شوقي الشعري الواضح، وشعبيته المستمرة ليس فقط في مصر، ولكن جميع بقاع العالم العربي إلا أن شعر أحمد شوقي لم يلقَ رواجاً عالمياً أبداً.

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق