الخميس، 11 يوليو 2013

كتاب (اليهود في الخليج)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
المقدمة:
تتناول هذه الدراسة تاريخ الأقلية اليهودية في منطقة الخليج العربي في العصر الحديث، وأنشطتها الاقتصادية وحياتها الاجتماعية، وعلاقاتها بالسكان المحليين والسلطات المحلية والأجنبية والحركة الصهيونية، وقد جاء اختيار موضوع الدراسة انطلاقاً من عدة أسباب موضوعية، ومنهجية حتمتها الظروف والأوضاع التاريخية والسياسية والعلمية، ومن هذه الأسباب ما يلي:
1- الاهتمام العالمي المتزايد بدراسة أوضاع الأقليات الدينية والعرقية في مختلف مناطق العالم خصوصاً بعد ظهور القوانين الدولية التي تمنح الأقليات حقوقاً متوازنة مع الأكثرية لما لهذه الأقليات من تأثير مباشر على الاستقرار السياسي.
2- قلة الدراسات التي تناولت الأقلية اليهودية في منطقة الخليج العربي وندرتها، حيث أخذت أقليات أخرى مثل الهنود الهندوس (البانيان) والمسيحيين الجانب الأكبر من الاهتمام في الوقت الذي أغفلت هذه الدراسات بشكل عفوي أو متعمد ما يتعلق بالأقلية اليهودية.
وجاء اختيار الاطار الزمني الذي تغطيه هذه الدراسة ما بين القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين لكونها الفترة التي عادت فيها الأقلية اليهودية للاستقرار في منطقة الخليج العربي.
***
قسم بعض الباحثين اليهود في العالم إلى ثلاثة أقسام رئيسة هي، الأشكناز والسافارد واليهود الشرقيين، وبعضهم اكتفى بالأشكناز كيهود غربيين والسافارد كيهود شرقيين مع وجود تقسيمات أخرى فرعية بعضها انقرض.
انتشرت اليهودية في اليمن والحجاز ووسط شبه الجزيرة العربية وساحل الخليج العربي وغيرها من المناطق، وقد اختلفت الآراء في شأن الوقت الذي ظهرت فيه اليهودية في شبه الجزيرة العربية، وما إذا كان معتنقو اليهودية هم يهود مهاجرون إلى شبه الجزيرة العربية من بلاد الشام أو العراق أو قبائل عربية تهودت عن طريق التبشير باليهودية أو عن طريق التجارة.
يرى فريق من الباحثين ومنهم الباحث اليهودي إسرائيل ولفنسون أن وجود الديانة اليهودية في شبه الجزيرة العربية ارتبط بهجرة يهودية من فلسطين لأسباب مختلفة، وعارض فريق من الباحثين هذا الرأي، ومنهم الدكتور أحمد سوسة الذي كان له الكثير من المؤلفات والأبحاث المتعلقة باليهودية والصهيونية ويؤيده في هذا الرأي عدد آخر من الباحثين والمستشرقين ويرى:"أن يهود الجزيرة العربية كانوا عرباً تهودوا لا يهوداً مهاجرين من فلسطين استعربوا".
وقد اشتهرت بعض المناطق في شبه الجزيرة العربية وخاصة في منطقة الحجاز بكونها مناطق تجمعات يهودية، حتى ظهور الإسلام وخاصة يثرب وخيبر وفدك وتيماء ووداي القرى، مع وجود عدد آخر من اليهود في عمان والبحرين.
**
اختلفت نظرة العرب إلى اليهود في الجزيرة العربية عند ظهور الإسلام، وخاصة بعد أن تحول موقف اليهود تجاه الإسلام من السلبية إلى المقاومة والعداء المباشر في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، كما أن اليهود خففوا من عدائهم للدولة الإسلامية وحاولوا الاندماج في المجتمع المسلم وخصوصاً لما لقوه من معاملة عادلة لعامة أهل الذمة في الدولة الإسلامية.
(عوامل هجرة الأقلية اليهودية إلى منطقة الخليج العربي)
يمكن تحديد العوامل والظروف التي دعت الأقلية اليهودية للهجرة إلى منطقة الخليج العربي كالتالي:
1- تعرض الأقلية اليهودية لاضطهاد سياسي أو ديني في مناطق استقرارهم، ففي بلاد فارس كانت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لليهود متدهورة للغاية، ففي نهاية القرن الثامن عشر وتحت حكم الأسرة القاجارية، تم فرض الإسلام عليهم قسراً، فتحول بعضهم إلى يهود متخفين يُظهرون الإسلام، وقد أدى ذلك إلى هجرة بعض أفراد الأقلية اليهودية إلى الكويت والبحرين.
2- تعرض المناطق التي تستقر فيها أقلية يهودية إلى كوارث طبيعية مختلفة.
3- جلب بعض اليهود للعمل في بعض الدوائر الإدارية والمالية الحكومية.
4- البحث عن فرص تجارية أفضل وتحقيق الثراء، ويُعتبر هذا العامل من أكثر العوامل التي دعت الأقلية اليهودية للهجرة إلى منطقة الخليج العربي.
5- العمل في بعض الشركات الأجنبية أو الشركات التي أسسها يهود بمفردهم أو بمشاركة بعض التجار المحليين، وخاصة شركات النفط، مثل شركة نفط الكويت أو شركة بابكو في البحرين..
**
تتواجد أقلية يهودية صغيرة في مسقط وصحار ومطرح قبل عام 1828 جاء بعضها من الهند، ومجموعة من اليمن هاجرت بحثاً عن فرص تجارية أفضل وتسامح ديني، ثم ازداد عددها بهجرة مجموعة جديدة من بغداد في عهد داوود باشا، ويعتبر العقد الثالث من القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن فترة ازدها لتواجد الأقلية اليهودية في عمان التي تركزت في مناطق مسقط وصحار ومطرح، أي منذ استقرار الأوضاع في عمان للسلطان سعيد بن سلطان حتى وفاته، حيث وصل عددهم إلى 350أسرة في عام 1835، ثم بدأ وجودهم بالأفول بعد ذلك حتى وصل عددهم في العقد الأول من القرن العشرين إلى ستة فقط في مسقط.
ويرجع أقدم ذكر للأقلية اليهودية في الكويت إلى ما جاء في تقرير لويس بيلي المقيم السياسي البريطاني في الخليج، والذي زار الكويت عام 1865 وذكر أن سكان الكويت بمن فيهم اليهود يتمتعون بحرية العبادة والشعائر.
كما ارتبطت بداية تواجد الأقلية اليهودية في الأحساء والبحرين في القرنين التاسع عشر والعشرين بالحملة العثمانية على منطقة الأحساء 1871، فقد جلب العثمانيون عند استيلائهم على منطقة الأحساء عدداً من اليهود من العراق لتولي بعض الوظائف الإدارية والمالية هناك.
ويُعتبر داوود بن شنطوب أشهر الشخصيات اليهودية التي استقرت في الأحساء، وقد تولى عدداً من الوظائف الرسمية المهمة منها أمين صندوق اللواء وأمين صندوق الإدارة السنية وملتزم الاحتساب، وبعد أن أصبح شخصية بارزة في اللواء استقدم من 30 إلى 40 يهودياً من بغداد للعمل معه.
استمرت أعداد الأقليات اليهودية في البحرين بالازدياد في الثلاثينيات من القرن العشرين مما جعل المواطنين البحرينيين يكتبون مقالات احتجاج في بعض الصحف العربية في ذلك الوقت على السماح لليهود بالهجرة إلى البحرين.
ومن أبرز الأسر اليهودية في البحرين حتى الآن عائلة النونو ذات الأصول العراقية التي برز منها إبراهيم النونو عضو مجلس الشورى في مملكة البحرين وهدى النونو سفيرة مملكة البحرين في الولايات المتحدة الأمريكية الآن، وعائلة روبين وكلاء أشهر شركات الأجهزة الكهربائية والالكترونية في البحرين.
**
ومن الملاحظات الجديرة بالاهتمام عند دراسة المناطق التي استقرت فيها الأقلية اليهودية في منطقة الخليج العربي، أنها هي المناطق نفسها التي تم افتتاح مراكز تنصيرية فيها، فقد تم افتتاح مركزي مسقط والبحرين في عام 1893 ومركز الكويت عام 1910 ما عدا الأحساء كونها كانت تقع تحت سيطرة الدولة العثمانية ثم ضمها الأمير عبدالعزيز آل سعود عام 1913، مما يؤكد أهمية تلك المناطق ومدى ما تتمتع به من استقرار سياسي وأمني وتسامح ديني وحماية توفرها السلطات المحلية والأجنبية.
**
(الأوضاع الاقتصادية للأقلية اليهودية في منطقة الخليج العربي والتجار اليهود الأجانب)
تمتعت الأقلية اليهودية في منطقة الخليج العربي، وتحت ظل حكوماتها المحلية، بحرية تامة في جميع المجالات الاقتصادية، كما ساهم تزايد حجم تدخل القوى الأجنبية الاستعمارية وخاصة بريطانيا، في اتساع حجم أنشطتهم الاقتصادية، وبالتالي تحسن أوضاعهم الاقتصادية.
فقد كان في الكويت في العقد الثاني من القرن العشرين تاجران يهوديان ثريان يستثمر كل منهما ما بين
4000 و 50 ألف روبية في التجارة المحلية، وهي مبالغ كبيرة نسبياً في تلك الفترة يتم استثمارها في التجارة المحلية.
وفي البحرين مارس أغلبية الأقلية اليهودية أنشطة تجارية محدودة حيث كانوا من الطبقة الوسطى، كما مارس بعضهم أعمالاً بسيطة وحرفاً يدوية، وبعضهم وخاصة ممن قدموا من بلاد فارس، عاشوا حياة بائسة على الكفاف والمساعدات.
كما عمل أفراد من الأقلية اليهودية في جميع المناطق التي استقروا بها في منطقة الخليج العربي باقراض المال مقابل فوائد كبيرة، وقد نافسهم في ذلك الهنود البانيان في عمان، وعلى الرغم من عمل بعض أفراد الأقلية اليهودية في الاقراض المالي بفوائد، إلا أنه يمكن القول إن نسبة هذه المعاملات والعاملين بها كانت قليلة لكونها مرفوضة من غالبية السكان المحليين لاعتبارها معاملات ربوية تتعارض مع الدين الإسلامي، ولم تكن الأقلية اليهودية في حاجة إلى إثارتهم وكسب عدائهم.
وعمل بعض أفراد الأقلية اليهودية في الكويت طباعة متجولين في الأحياء والأسواق مما يجعلهم يتعرضون أحياناً لأذى من قِبل الأولاد في الأحياء السكنية، حيث يطاردونهم ويرمونهم بالحجارة ويبعثرون أقمشتهم، كما تولت نساء اليهود عملية زيارة البيوت لبيع الأقمشة وبعض البضائع الأخرى على النساء اللاتي لا يذهبن إلى السوق، فكان جميع أفراد الأسرة اليهودية يتكسبون، رجالهم ونساؤهم وأولادهم.
**
اعتاد أفراد الأقلية اليهودية إما برغبتها لأسباب خاصة تتعلق بديانتهم أو فرضاً عليهم، العيش في أحياء أو أجزاء من المدن التي استقروا بها وهو ما يُسمى الجيتو (والجيتو: هو مكان داخل المدينة أو خارجها، محاط بسورٍ عالٍ له بوابة أو أكثر تُغلق عادةً في المساء ويتمتع بدرجة عالية من الإدارة الذاتية)، وكان الجيتو يُشكل حاجزاً أمام اندماج الجماعات اليهودية في المجتمعات التي تعيش بينها، وكانت النظرة لتلك الجيتوات نظرة ازدراء تنم عن نوع من العداء الموجه ضدهم.
وإذا كانت الجيتوات قد عُرفت في المجتمعات الغربية وبعض المجتمعات العربية، فإنها لم يكن لها وجود في منطقة الخليج العربي التي تمتعت فيها الأقلية اليهودية بالحق في امتلاك المنازل والسكن دون تحديد ذلك بحي أو منطقة معينة، رغم تركز تواجد الأقلية اليهودية بجوار بعضهم البعض في مراكز المدن السياسية والتجارية.
ويمكن القول إن يهود الشرق على خلاف يهود الغرب كانوا أكثر اندماجاً في مجتمعاتهم. فقد استطاعت الأقلية اليهودية بشكل عام أن تندمج بالأكثرية العربية والمسلمة في منطقة الخليج العربي، وأن تحتفظ بعلاقات طيبة معهم فلم يتعرضوا لمضايقات واضطهاد يُهدد وجودهم ويدفعهم للهجرة ما عدا بعض الفترات التي نتجت عن الصراع العربي الاسرائيلي أو نتيجة لحوادث فردية غالباً ما يتم احتواؤها.
وصف بعض أفراد الأقلية اليهودية في منطقة الخليج العربي وبعض المواطنين العلاقة والمعاملة بين اليهود والسكان من عرب ومسلمين بأنها جيدة، يقول روبين، أحد أفراد الأقلية اليهودية في البحرين ومن تجارها المعروفين أن جده مئير داوود روبين كان يضع اسمه في لوحة معلقة على دكانه منذ عام 1920، وتحول الدكان إلى شركة ولم يحدث أن تعرضوا لأي مشاكل أو تخريب متعمد طوال تلك السنين، وتذكر الكاتبة اليهودية البحرينية نانسي خضوري أن يهود البحرين لم يتعرضوا لأي نوع من سوء المعاملة، وتقول:"نحن نعتبر أنفسنا عرباً في سلام مع بلد مسلم".
وكان لأفراد الأقلية اليهودية الحق في امتلاك المنازل والبنايات والأراضي، وممارسة الأعمال التجارية دون قيود أو ضوابط خاصة بهم.
كما أن بعضهم اتخذ موقفاً إيجابياً من القضايا التي آمن بها السكان ودافعوا عنها مثل القضية الفلسطينية، فقد شارك بعض أفراد الأقلية اليهودية في البحرين في حملة التبرعات التي أقامتها لجنة أيتام فلسطين عام 1939
كما أصدرت الأقلية اليهودية في البحرين بياناً باسم "الجالية الاسرائيلية في البحرين"بمناسبة اصدار الأمم المتحدة قرارها الشهير بتقسيم فلسطين عام 1947، رفضت فيه القرار وأكدت في بيانها على عروبة فلسطين ضد الصهيونية الجائرة.
**
(تأثر الأقلية اليهودية اجتماعياً بالسكان المحليين)
اعتاد عامة وغالبية أفراد الأقلية اليهودية ارتداء ملابس السكان المحليين في المجتمعات التي أقاموا فيها، العقال أو الشطفة والزبون والبالطو أو المعطف، كما كان بعض اليهود يرتدون الثياب المحلية والغترة، والبعض منهم يرتدي بشتاً كذلك. وقد جعل ارتداء عامة أفراد الأقلية اليهودية للملابس المحلية البعض لا يُميز بين اليهود وعامة السكان، بل حتى نساء اليهود كان البعض منهن ترتدي العباءة وغطاء الوجه عند خروجها من المنزل، وقد ساهم عدم تميز الأقلية اليهودية بملابس خاصة بها في سرعة اندماجهم في المجتمع وربما هم قصدوا ذلك أيضاً.
**
يمكن وصف الأقلية اليهودية في منطقة الخليج العربي بأنها لم تكن ملتزمة دينياً تماماً بتعاليم وشعائر الديانة اليهودية، لأنها رأت أنها تُعطل اندماجها في المجتمع، فاقتصروا على أداء بعض التعاليم والشعائر الدينية من إقامة الصلوات أحياناً في الكنيس وغالباً في منازلهم. وعدم العمل في يوم السبت والاهتمام بنقاء الطعام وشرعيته.
أسست الأقلية اليهودية في جميع المناطق التي استقرت بها في الخليج العربي مقابر خاصة بها، كما قاموا كذلك ببناء كنس يهودية في تلك المناطق ما عدا الأحساء ربما بسبب قصر الفترة التي ظلوا بها هناك وقلة أعدادهم.
ومع تعدد الكنس اليهودية التي أقامتها الأقلية اليهودية في منطقة الخليج العربي، ولكنها لم تعد
موجودة الآن ما عدا الكنيس اليهودي في البحرين لوجود أقلية يهودية حتى الآن.
**
(علاقة الأقلية اليهودية في منطقة الخليج العربي بالصهيونية)
يمكن القول إن درجة تعاطف الأقلية اليهودية مع دولة اسرائيل وتمثلهم للأفكار الصهيونية ضعيفة عموماً في منطقة الخليج العربي، بل إنه لم يكن هناك أي ممثل لليهود في منطقة الخليج العربي والجزيرة العربية في مجلس الوكالة اليهودية في فلسطين عند توقيع دستورها في أغسطس1929، في الوقت الذي كان فيه يهود أعضاء في مجلس الوكالة من مصر والمغرب والجزائر وتونس، وربما يكون من أسباب ذلك قلة عددهم.
نتيجة للاضطرابات التي حدثت في البحرين في ديسمبر 1947 رداً على قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين. وكذلك لتسرب بعض اليهود المؤمنين بالحركة الصهيونية إلى البحرين ربما من العراق أو فلسطين قبل تأسيس دولة اسرائيل أو اعتناق البعض الأفكار الصهيونية، أصدرت حكومة البحرين قرارها بعدم منح تأشيرات دخول البحرين لليهود المؤمنين بالصهيونية، أما في الكويت فقد تقرر كذلك ابعاد بعض أفراد الأقلية اليهودية، والذين كانت أعدادهم قليلة في عام 1947، بسبب قيامهم بنشاط في غير صالح العرب قد يتعلق باعتناقهم الصهيونية ودعمهم لانشاء دولة اسرائيل، ومُنع اليهود من دخول الكويت وأُبعد 20شخصاً تقريباً.
في 15مايو 1948 أُعلن قيام دولة اسرائيل، ووجه الاعلان مناشدة لليهود في جميع أنحاء العالم للالتفاف حول هذه الدولة الناشئة ومؤازرتها في مهام الهجرة، وقد وجهت الحركة الصهيونية دعوة للأقلية اليهودية في البحرين للهجرة إلى اسرائيل، حيث استلم بعض اليهود في البحرين في فبراير 1949 رسائل من الطائفة اليهودية في فرنسا يطلبون فيها ممن يريدون الهجرة إلى اسرائيل أن يزودوهم بأعمارهم وتفاصيل جوازات سفرهم، وربما كانت درجة الاستجابة ضعيفة، مما جعل الحركة الصهيونية تطلب تأشيرة دخول للبحرين ليهودي يُدعى بولي لزيارة البحرين في ديسمبر 1949 ليلتقي بالأقلية اليهودية هناك لدفهم وتشجيعهم على الهجرة إلى اسرائيل.
**
(دور الصحف والمجلات العربية والخليجية في تَغيُر العلاقات بين الأقلية اليهودية
والسكان والسلطات المحلية في منطقة الخليج العربي)
لقد لعبت مجلتا"البعثة" الكويتية الصادرة في القاهرة منذ عام 1946 و""صوت البحرين" الصادرة في عام 1950، وبخاصة الأخيرة دوراً كبيراً في نشر الاخبار المختلفة المتعلقة بالأقلية اليهودية في الكويت والبحرين، والربط في أحيان كثيرة بين بعض أفراد الأقلية اليهودية في الكويت والبحرين بالحركة الصهيونية ودولة اسرائيل، وخاصة بعد اعلان قيام دولة اسرائيل وهزيمة الجيوش العربية ونمو الفكر القومي وانتشاره في الكويت والبحرين؛ ومن خلال مُتابعة ما كانت تنشره هذه المجلات الثلاث يتضح أن هناك تنسيقاً بينها وتبادلاً في نشر الاخبار، وكان لهذه المجلات دورٌ كبير في تغيير النظرة إلى الأقلية اليهودية المستقرة في الكويت والبحرين وتهديد وجودها واستقرارها السياسي والاقتصادي، وحملها راية المقاطعة الاقتصادية والاجتماعية للأقلية اليهودية.
**
(هجرة الأقلية اليهودية من منطقة الخليج العربي)
تختلف أسباب ودوافع هجرة الأقلية اليهودية بين منطقة وأخرى في الخليج العربي، وأدى اختلاف الأسباب والدوافع إلى اختلاف الفترة الزمنية التي هاجرت فيها كل أقلية، وبالتالي اختلاف المناطق التي هاجرت إليها، لذلك لا يمكن اعتبار هجرة الأقلية اليهودية طرداً نتيجة ظهور القضية الفلسطينية على مسرح الأحداث العربية والعالمية وما نتج عنها من صراع عربي اسرائيلي كما تَدّعي بعض المصادر الاسرائيلية والأجنبية.
للاستماع لملخص الكتاب على بودكاست ورّاق
 
waraqcast.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق